عادل السنهورى

«شاى بالياسمين» للنخبة

الأحد، 24 يونيو 2012 09:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعب ليس فقط هو المنقسم على نفسه، وليس هو الحائر وحده بين اختيار الفريق شفيق أو الدكتور مرسى لرئاسة الجمهورية والاصطفاف خلف واحد منهما، إنما النخب بمختلف توجهاتها وانتماءاتها، والتى فقد بعضها البوصلة السياسية، بل فقد ظله أيضاً. والميدان الذى كان رمز الثورة والموحد والجامع للثوار الأنقياء بهتافهم الذى هز أركان النظام السابق بمطالب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، صار «مسخاً» - على حد وصف الأديب المبدع محمد المخزنجى فى الزميلة الشروق - وصار مستنقعاً للاستقطاب والحشد بأوامر السمع والطاعة لوضع اليد، وفرض الأمر الواقع باستعراض القوة.

المؤتمر الذى عقده الدكتور محمد مرسى وحضره عدد من الشخصيات العامة، وممثلى بعض الحركات الثورية التى لها مواقفها الواضحة والمعلنة من جماعة الإخوان، والتى سبق لها شن هجوم كاسح على الجماعة وتاريخها ومواقفها، ومنهم شخصيات يتقاطع توجهها السياسى والفكرى مع الإخوان جملة وتفصيلاً، أثار استياءً لدى باقى القوى السياسية الأخرى التى عقدت بدورها مؤتمراً أمس للرد على مؤتمر مرسى، وعدم اعتباره معبرا عن القوى السياسية والجماعة الوطنية المصرية، وإنما محاولة إعلامية وسياسية من الإخوان لتحقيق مصالحها فى إطار الصراع السياسى حتى الآن مع المجلس العسكرى على السلطة فى مصر، وليس من منطلق الحرص على المصلحة العليا للوطن.

يذهب بعض الساخرين إلى تشبيه موقف بعض الشخصيات التى حضرت المؤتمر بالأستاذ الجامعى، ورئيس مصلحة الضرائب، وطالب الجامعة المتشدد فى فيلم «مرجان أحمد مرجان» والذين ذهبوا إلى رجل الأعمال الذى لعب دوره الفنان عادل إمام بمواقف مبدئية عدائية ضد ثرائه الذى يستغله فى تسهيل مصالحه ورغباته، ثم خرجوا من مكتبه بمواقف مغايرة تماماً بعد أن شربوا «شاى بالياسمين».

التحول فى مواقف النخبة بالرومانسية الثورية الحالمة والساذجة أحيانا، وبالهوس السياسى واللهث وراء وهم سلطة أو منصب محتمل، يفقد تلك النخبة مصداقيتها وحضورها أمام الناس التى «كفرت» بها وبتلونها وانتهازيتها، ولا نستطيع هنا أن نوجه اللوم والعتاب للجماعة التى تدرك ماذا تفعل، وماذا تريد من الصراع السياسى الدائر حالياً، بقدر ما يحزننا غياب الوعى، ووضوح الرأى عن بعض رموز كان يظن البعض فيها أنها رموز وطنية حكيمة انساقت تحت تأثير «الشاى بالياسمين» إلى المجهول والتيه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة