محمد الدسوقى رشدى

لا تصنعوا «مبارك» جديدا

الثلاثاء، 26 يونيو 2012 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق الرئيس محمد مرسى سواء كنت من أنصاره أو من خصومه أن يحصل منك على فرصته كاملة للعمل وتنفيذ ماوعد به، ومن حقك على مرسى وأنصاره وجماعته ألا تتحول إلى خائن أو عميل أو مطب فى طريق عجلات النهضة والتنمية إن تعرضت له بالنقد أو لأفكاره وخططه وأفعاله بالمعارضة..

تلك قاعدة أولى لا يجب أن تغفلها الأدبيات الجديدة التى سنكتبها لعلاقة رئيس مصر بناس مصر.

ومن قبل تلك القاعدة توجد عقيدة أهم الإيمان بها إجبارى إذا كنا نريد لهذا الوطن عدم العودة لأفخاخ الماضى وظلامها، وإذا كانت القاعدة الأولى تحدثت عن حقوق الرئيس مرسى وحقوق الناس وأهل السياسية تحديدا، فإن العقيدة تختص بحق مصر الذى هو فوق رقاب الجميع، وحق مصر علينا وعلى مرسى ألا نصنع منه مبارك جديدا، وألا ننفخ فى ذاته، أو نقوم «بتزغيط» ظنونه وتضخيمها حول نفسه حتى لا يظن فى يوم ما هو أو أنصاره أنه الرئيس الفرد الملهم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه.

الكلام السابق قد يبدو بالنسبة لك سابقا لأوانه على اعتبار أن الرجل لم يكمل يومه الأول فى القصر الرئاسى، ولكن يبدو أن جينات «الموالسة» تتحرك فى عروق البعض من أبناء هذا الشعب أسرع من الدم، وبدأ البعض فى دق طبول نفخ الرئيس القادم أو تفخيمه إما بغرض البحث عن قربى يتلوها منفعة أو مصلحة، أو بغرض الاعتقاد أن هذا النوع من النفخ مطلوب لدعمه ومنحه الشرعية أو بحكم العادة المصرية الأصيلة التى تدفع البعض للتهليل لمن يركب كرسى الرئيس.

أقول ما سبق من كلام بناء على تصريحات السيد نقيب المهندسين الدكتور ماجد خلوصى الذى قرر أن يسبق الكل ويمسك بالطبلة مطلقا وصلة تصريحات من نوعية اقتراحه على أعضاء النقابة تولى الدكتور مرسى الرئاسة الشرفية للنقابة، وكأن الدكتور لم يفهم أن الشعب أسقط مبارك لأنه أراد أن يكون رئيسا لكل شىء، ثم واصل الدكتور وصلة الغزل فى العقلية الهندسية للرئيس الجديد وكيف ستتغير العقلية التنموية للوطن بأكمله بفضل عقلية الدكتور مرسى الذى سيحول وجوده على رأس السلطة نقابة المهندسين إلى هيئة استشارية عليا للدولة من أجل نهضة مصر.

كلام خلوصى لم يكن الوحيد، فقد أتبع الخطاب الأول للرئيس مرسى وصلة مديح حول تواضعه ورسائله التطمينية ورفض كل انتقاد للخطاب واعتباره عملا إجراميا وكأن هؤلاء الذين رأوا فى خطاب مرسى الأول تواضعا وبساطة لم يسمعوا خطاب مبارك الأول الذى كان أشد تواضعا وبساطة.

الغريب فى أمر هؤلاء الذين يسعون عن قصد أو دون قصد لتفخيم مرسى مبكرا أن نفس الأصوات التى كانت ترفض اقتران أخبار خسائر البورصة بما يحدث فى ميدان التحرير هى نفسها الأصوات التى تعلو الآن للربط بين ارتفاع البورصة ووجود محمد مرسى تحديدا على كرسى الرئاسة، وهى نفس الأصوات التى لا تخجل من ترديد نغمة المقارنة بين محمد مرسى وسيدنا يوسف وتصوير الرئيس الجديد على أنه يملك معجزات الأنبياء دخل مثلهم السجون وخرج منها إلى قصور الرئاسة.

للرئيس مرسى حق الفرصة الكاملة كما قلنا، ولنا حق متابعة تنفيذ وعوده دون تخوين، ولمصر حق على الجميع بأن تحلم برئيس عادى وطبيعى وأن ترفض وجود صوره فى الشوارع أو المصالح الحكومية، إما أن نلتزم بتلك الحقوق، وإما سيعود كل شىء إلى سيرته الأولى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة