وائل السمرى

مصر تحكم مرسى

الثلاثاء، 26 يونيو 2012 03:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لله سجدة شكر على مرور الانتخابات الرئاسية بسلام وأمان، ولله سجدة شكر أخرى على حماية بلدنا من النهب السياسى الذى كان متوقعا لولا يقظة المجتمع المدنى ومراقبة الشعب بكل طوائفه للانتخابات واستعداده للدفاع عن إرادته بكل ما أوتى من قوة، والحق أنه على الرغم من أنى على خلاف سياسى كبير مع جماعة الإخوان المسلمين وسياستها وأفكارها لكنى لم أكن لأقبل أن تزور النتيجة ضدهم ويتمم إعلان فوز الفريق أحمد شفيق خلافا لرغبة الشعب، وكنت أستعد بكل ما أوتيت من قوة للدفاع عن حق مرسى فى الوصول إلى كرسى الحكم بناء على رغبة الصناديق، تماما مثلما دافعت عن الإخوان حينما اتهمهم «شفيق» بالاشتراك فى موقعة الجمل، فقد أكون على خلاف سياسى معك لكنى لا أسمح مطلقا بذبحك ماديا أو معنويا، وإن ثرنا على مبارك وطغيانه وتزويره لإرادة الناس فمن العبث أن نهدر قيمة كل ما ثرنا عليه تحت دعاوى الخلاف السياسى.

الآن يقبع الدكتور محمد مرسى فى قصر الرئاسة، والآن له أن يحكم مصر كيفما يريد وفقا للقانون، لكن من يدقق فى الأمر يجد أن الحقيقى فى الأمر هو أن مصر هى التى تحكم مرسى وليس العكس، والدليل على هذا ما قدمه مرسى من وعود وتطمينات للقوى الوطنية ولأطياف المجتمع المصرى بالمخالفة لكل ما كان يردده الإخوان المسلمين من أفكار، أى أن الجماعة اضطرت لتغيير سياستها وأفكارها حينما وجدت أن الشارع قد يعاقبها بالتصويت للفلول إذا ما سارت على ذات النهج، وهو ما يشير بلا مواربة إلى أن الشعب الآن هو الذى يحكم رئيسه وهو الذى يضبطه على بوصلته وليس العكس.

من حق المتخوفين من الإخوان الآن أن يطمئنوا فالمعركة لم تعد مع فصيل سياسى كبير وإنما أصبحت مع الشارع وهواه ومزاجه، من يستطيع أن يقنع الناس يفوز بحبهم وأصواتهم، ومن يتعالى عليهم أودعوه فى المؤخرة، ولنضع دوما أمام أعيننا نداءات التوسل والاستعطاف التى أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين من أجل فوز مرشحها، بعد أن كانت تتعالى على الجميع وتقول إنها لو رشحت كلبا ميتا لفاز فى الانتخابات، فلم يعد الشعب يرضى بكلب ميت ولا حى، فقط يمنح ثقته لمن يضع نفسه خادما له وملبيا لطلباته.

الآن مصر تدخل فى مرحلة جديدة بنفس جديد، نتمنى من الله أن يوفق شعبها وحكامها ومعارضتها إلى سواء السبيل، ونتمنى أن نحافظ مجتمعين على مكاسب الثورة وأهدافها، وأن نضع نصب أعيننا صور الشهداء والمصابين والمناضلين، وعلى الرئيس المصرى محمد مرسى أن يبدد شكوك الشعب تجاهه وجماعته، وأن يتبرأ من مساندة أمريكا له ودعمها لجماعته ضد المجلس العسكرى، فلن يشق الإجماع الوطنى القائم ضد استبداد المجلس العسكرى إلا تدخل القوى الأجنبية فى شؤون السيادة المصرية، وعليه أن أيضاً أن يتحلى بروح القائد الذى يستوعب آمال المصريين وقدراتهم ومواهبهم لا أن يقدم نفسه باعتباره مرشحا لجماعة أو حزبا مراعيا مصالحه وأطماعه، وليعلم الرئيس الجديد أنه ستكون أمامه معارضة شرسة، فإن صار على النهج دعمته وإن اعوج قومته وإن شذ أقصته عما وصل إليه، وليعلم أيضا أنه لم يحصل على %99 من أصوات المصريين مثلما كان يحصل سابقوه، وإنما فاز بفارق ضئيل عن منافسه الغابر، وأنه لولا الليمونة التى عصرها الثوار على أنفسهم لما تفوق على منافسه، وليعلم أن مصر كبيرة على كل من ترشحوا للرئاسة وهو من ضمنهم، فإن سمى إليها رفعته، وإن تدنى بها خسفته.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة