سأستجيب لدعوة صديقى الكاتب والروائى الجميل محمد فتحى الذى طالبنى بكل قوة وصدق بدعم الدكتور محمد مرسى، فبعد مكالمة طويلة طالبنى صديقى بأن أدعم مرسى وأتغاضى عن مآخذى عليه فقلت له بعد إلحاح «حاضر يا فتحى» والتزاما بما وعدت به صديقى سأحاول أن أدعمه على طريقتى، وأن أنصره كما أمرنا رسولنا الكريم برده عن ما أراه ظلما، وليسمح لى السيد الرئيس أن أبدى ملاحظاتى على أول يوم رئاسة، وهى من سوء الطالع لم تكن فى صفه.
الملاحظة الأولى هى أننى أعيب عليه هرولته إلى وزارة الدفاع ليشكر السيد المشير، فكيف يا سيادة الرئيس وأنت رئيس منتخب بإرادة شعبية وتمثل ملايين المصريين أن تذهب إلى أحد مرؤوسيك بنفسك، ولتعلم يا سيادة الرئيس أنك «رئيس» وأنك لا تمثل نفسك حتى تتواضع وتذهب إلى مرؤوسيك، ولكنك تمثل الشعب المصرى كله، ثم كيف يا سيادة الرئيس تمكث على شمال الجلسة وأنت تعرف أنه لا يجوز لمكانتك أن تجلس هذه الجلسة بأن تكون فى مكان الضيف وأن القائد الأعلى للقوات المسلحة، واسمح لى يا سيادة الرئيس أن أقول لك إن دفاع مناصريك عنك فى هذه الجزئية لم يكن موفقا فقد قالوا إنك لم تحلف اليمين بعد لتقام لك المراسم الرسمية، كما لو كان إعلان المستشار فاروق سلطان اسمك كرئيس «كده وكده».
الملاحظة الثانية يا سيادة الرئيس هو أنك ادعيت أنك استقلت من حزب الحرية والعدالة ومن جماعة الإخوان المسلمين وأنك أصبحت رئيسا لكل المصريين، فكيف يا سيادة الرئيس تقول هذا وتترك خيرت الشاطر ليصرح باسمك للجرائد الأمريكية ويقول لهم إن التحالف الاستراتيجى مع أمريكا هو أول الأولويات؟ وكيف يا سيادة الرئيس تترك أعضاء الجماعة يتفاوضون مع الشخصيات العامة التى يرشحونها لتولى الوزارات مهمشين بذلك دور رئيس الوزراء الذى لم تستقر على اسمه بعد؟ ثم من هو خيرت الشاطر حتى يصرح باسمك ويرتب أولوياتك؟
الملاحظة الثالثة يا سيادة الرئيس هو أنى لاحظت تناقضا بين كلامك قبل تولى الرئاسة وبعدها وهو ما أكده ما نشرته وكالة الأخبار الرسمية «أش أ» التى أكدت أنك شكرت المجلس العسكرى على حسن إدارته للمرحلة الانتقالية، ألم تعرف يا سيادة الرئيس أن «حسن إدارته» هذه أسفرت عن استشهاد وإصابة مئات الشباب الأبرياء الذين تركتهم جماعتك يواجهون الرصاص وقال عنهم خيرت الشاطر إنهم مخربون وفوضويون ثم اعتذرت أنت عن هذه التصريحات وطالبت الثوار بالصفح قائلا عفا الله عما سلف ثم تأتى أنت وتقول «حسن إدارته»؟
الملاحظة الأخيرة يا سيادة الرئيس هو أننى لن أتكلم عن تفاصيل صفقة عقدها الشاطر بالنيابة عنك يوم الخميس الماضى، لكنى أحب أن أقول لك إننا لم نعد نطيق ذلك المدعو بصبحى صالح ليكون متحدثا باسمك، وأحب أن أقول لك إنه وضعك فى مأزق كبير حينما صرح بأنك ستؤدى اليمين أمام المحكمة الدستورية وبذلك تكون قد اعترفت بالإعلان الدستورى المكمل وبعت مئات الآلاف من المتظاهرين الذين دعموا وصولك إلى الحكم وصدقت على من يزعمون بأن الشاطر عقد الصفقة فعلا.