من يتحدث باسم الرئيس؟، ومن له حق الكلام نيابة عنه؟، ومن يحدد مواقف الرئيس من القضايا والأزمات والمشاكل الداخلية والخارجية؟
هل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى مسؤول مسؤولية مباشرة عن تصريحات قيادات الإخوان فى حزب الحرية والعدالة الذى استقال من رئاسته عقب انتخابه رئيسا، أم أنها تصريحات تعبر فقط عن رؤية شخصية لأفراد فى الحزب الذى يعد نفسه الآن ليكون حزب الأغلبية أو حزب الرئيس؟
ما يصرح به قيادات من الحزب والجماعة، وتحديدا الدكتور محمد البلتاجى، والدكتور حسن البرنس، والدكتور عصام العريان، والمهندس سعد الحسينى، ثم المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، فى أمور تخص الرئيس، بالتأكيد يثير الشك فى النوايا، وعدم الفصل بين الحزب والجماعة من ناحية، ومؤسسة الرئاسة من ناحية أخرى، وأن ما يقال فى وسائل الإعلام عن استقالة الرئيس من الحزب، وإنه أصبح رئيسا لكل المصريين ليس له ظل على أرض الواقع. وواقع الأمر أن تلك التصريحات تؤكد ضرورة أن يصدر الرئيس الجديد تعليماته لكل من يرى أن مؤسسة الرئاسة أصبحت فى حوزته، وأنه يحتكر حق الحديث باسم الرئيس، أن يتوقف عن تصدير انطباع للرأى العام بأن آراءه وتصريحاته هى مواقف الرئيس من القضايا الداخلية والخارجية، لأن استمرار تلك القيادات فى الحديث بثقة عن رؤى ومواقف الحزب والجماعة فى قضايا تمس صميم عمل الرئيس ذاته، قد تقلل من شأن منصبه، وتتدخل فى اختصاصاته، وهو الذى يفترض أنه الآن رئيس مصر، وليس رئيس حزب أو عضو فى الجماعة، مع الاحتفاظ -بالطبع- بحقه فى الانتماء الفكرى للإخوان.
وإذا كان مفهوما ومبررا أن تتحدث قيادات حزبية فى الحرية والعدالة، وهو حزب شرعى الآن، عن رؤية الحزب الأكبر فى القضايا السياسية الجدلية الدائرة حاليا، فغير المبرر وغير المفهوم استمرار تصريحات المهندس خيرت الشاطر، الرجل القوى فى جماعة الاخوان، والذى لا يشغل منصبا حزبيا، والذى وصفته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فى لقاء أخير معه بأنه «الإخوانى الذى سيدير مصر»، لأنه بأحاديثه يؤكد الانطباع الذى يتصوره البعض بأنه «الرئيس الظل»، أو الرئيس الحقيقى الذى سيحكم، وليس الرئيس المنتخب بإرادة شعبية، وهى مسألة مقلقة وخطيرة تضيف ظلالا كثيفة حول العلاقة الملتبسة بين الرئيس والجماعة، وحدود دورها فى إدارة شؤون الدول فى وجود الرئيس المنتخب شعبيا.