أعتذر لكل من يريدنى أن أطبطب على مشاعره وأن أخدعه بتوافق زائف لم يقدم الإخوان أى دليل على وجوده حتى الآن، وأتعجب ممن يطالبنا بأن نتغاضى عن ممارسات الإخوان وأفعالها لمجرد أنهم تعهدوا ووعدوا واعتذروا، رغم أننا اعتدنا من الجماعة على أكل الوعود والحنث باليمين.
بداية أعترف بالتهمة الجديدة الجاهزة التى يلصقها الإخوان الآن بكل مهاجميهم مستغلين شوق الناس للاستقرار ومدعين أن كل من ينتقد تصرفات الجماعة «متربص»، وأؤكد أننى سأظل متربصا بالإخوان وأفعالها عملا بقول رسول الله «لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين» فما بالنا وقد لدغنا من حجر الإخوان مرات ومرات.
ولأنى متربص بما فيه الكفاية أود هنا أن أنبه إلى أن جماعة الإخوان وأجهزتها المختلفة تعيد إنتاج جهاز أمن الدولة وأساليبه المقيتة سواء فى الترويج للحاكم أو تشويه منافسيه، وقد شهدنا فى اليومين الماضيين طرائق جديدة للحرب النفسية يقودها جهاز إعلام الجماعة الذى يستغل حالة التعاطف الطارئة مع مرسى ولهفة الناس للاستقرار، بعمل دعاية إيجابية «زائفة» لمرسى ودعاية سلبية «زائفة» أيضا لمهاجميه، فقد ألهانا جهاز أمن دولة الجماعة فى اليومين الماضيين بصور اجتماعات مرسى وكأنه «أول واحد عمل اجتماعات» كما شغلنا بأمر إصرار مرسى على أداء صلاة الفجر وكأنه «أول واحد بيصلى» وسرب أتابعه نبأ «توبيخه» لضباط الحرس الجمهورى الذين يباشرون عملهم بحماية الرئيس الجديد لأنهم يجعلون الجنود يقفون «فى الشمس» لحماية الرئيس وكأنه من المفروض أن يبقى الرئيس بلا حماية، بل وصل التضليل إلى اعتبار مكاسب قناة السويس من السفن التى عبرت خلالها فى يوم إعلان نبأ فوز مرسى من إنجازات الرئيس الجديد، برغم أن هذه السفن أبحرت من بلادها منذ شهور وكانت ستمر سواء فاز شفيق أم فاز مرسى.
نوع آخر من الأخبار والتى أسميها الأخبار الدفاعية، روجها الإخوان على مدار اليومين الماضيين، فمثلا حينما انتشر خبر وجود أشخاص ملتحين يضايقون البنات غير المحجبات روج الإخوان لفكرة أن هؤلاء الملتحين «أمن دولة» دون أن يأتوا لنا بدليل واحد على صدق كلامهم، بل بالغ البعض بادعاء أنهم بالفعل قبضوا على أشخاص واكتشفوا أنهم «أمناء شرطة» دون دليل واحد على هذا الكلام سوى تويتة كتبها أحد الشباب المسيحيين، وإن كنت لا أشكك فيما قاله ولكنى أستنكر ترديد الناس لما كتبه دون دليل، كما أستنكر على الإخوان نشرهم لهذه «التويتة» وإغفالهم أن هذا الشاب المسيحى نفسه قال فى إحدى تويتاته إنه كما يوجد أمن دولة يضايقون البنات فيوجد أيضا ملتحون حقيقيون يضايقونهم، وكأنه من المفروض أن نضيف إلى شماعات الخيبة شماعة جديدة، فبعد «الطرف الثالث والأيادى الأجنبية والأصابع الخارجية والقلائل المندسة» نشاهد الآن وبنجاح ساحق فيلم «أمن الدولة الملتحى»!!
على الطرف الآخر يشن الإخوان حملة ضارية ضد كل خصومهم السياسيين، وصلت إلى حد اتهام الإعلامى الشهير «حسين عبدالغنى» بأنه «أمن دولة» عبر فبركة فيديو لعبدالغنى وهو يضحك فى أحد لقاءات الإعلاميين بجمال مبارك وكأنه من المطلوب أن نصدق أن عبدالغنى الذى يعرف الجميع عنه نضاله الإعلامى منذ أن كان يعمل بالجزيرة عميلا لمجرد أنه ضحك أو لأن جمال مبارك كان يعرفه، ناسين دور عبد الغنى فى فتح القناة التى كان يعمل بها لمن نعدهم الآن رموزا للوطن ودعمه الدائم بالقول والفعل لكل الحركات الاحتجاجية التى كانت النواة الأولى للثورة.