(1)
أتحسس خططى وتصوراتى للمستقبل كلما أتذكر حكم القضاء الإدارى بتأجيل نظر الطعن الخاص ببطلان الجمعية التأسيسية إلى شهر سبتمبر القادم، ويتفضل شريط ذكرياتى بإهدائى تفاصيل خبر الطعن ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية الأولى والذى حكمت به المحكمة فى أقل من ربع ساعة خلال أيام إبريل الماضى.
تأجيل نظر طعن التأسيسية التى ستضع دستور مصر المقبل إلى سبتمبر المقبل، فى ظل وجود سابقة بطلان تم اتخاذ قرارها القضائى فى ربع ساعة أمر تفوح منه رائحة ضربة سيف تختبأ خلف جدار ما فى مسألة تأجيل نظر بطلان التأسيسية أمر ما إذا وضعته بجوار قرار اللجنة العليا للانتخابات بنجاح مرسى، ثم وضعته بجوار قرار الدستورية العليا بحل البرلمان سيكشف لك عن وجه شديد القبح للقوى السياسية المسيطرة على المشهد السياسى سواء كانت إخوانية أو سلفية أو ليبرالية لأنها ترى القضاء المصرى من منظور مصالحها، الهجمة التى تعرضت لها «الدستورية» بعد قرار حل البرلمان وحرب التشكيكات فى نزاهة وشرف قضاة اللجنة العليا للانتخابات لا تتناسب أبداً مع حالة الوداعة والتصريحات الوردية الشاكرة فى نزاهة القضاء والقضاة بعد قرار اللجنة العليا بنجاح مرسى وقرار القضاء الإدارى بتأجيل نظر الطعن ببطلان التأسيسية، وربما ترى أنت أو غيرك أن السابق من ردود الأفعال على أحكام القضاء أمر طبيعى ولكنى أراه من بعيد نوعا من الجدل والنفاق السياسى غير المقبول لأنه يؤكد أن الحفاظ على استقلال القضاء الذى يتعهد به الإخوان أو غيرهم من القوى السياسية وعد واهم من جماعات وتيارات لا ترى عدل القضاء إلا فيما يحقق مصالحها.
(2)
إصرار مواقع الإخوان على الإنترنت وقيادات الإخوان وأفراد الجماعة على الترويج لحواديت صلاة الدكتور المرسى الفجر فى المسجد حاضرا، وتوبيخ قائد الحرس الجمهورى لأنه ترك الحراس فى الشمس، وتنازله عن راتبه، والتفخيم من لقائه مع أسر الشهداء والمصابين، أمر لا يندرج إلا أسفل بند أفعال النفاق والسخف السياسى لأن اعتماد تلك الطريقة فى تقييم محمد مرسى تبدو فاشلة خاصة مع تذكر أيام مبارك الأولى فى الحكم والذى بدأها بلقاء الفقراء وارتداء البدلة الصوف والسير فى الشوارع بدون حراسة، والإصرار على الحديث عن تدين مرسى ونشر صوره وهو يصلى يبدو هو الآخر نوعا من المزايدة لأن ألبوم مبارك يمتلأ بصور كثيرة له فى المساجد والحرم النبوى ولم يمنعه ذلك من الظلم والطغيان.
(3)
حزن شديد لابد أن يزور قلبك حينما تكتشف أن نقيب الصحفيين المصرى وغيره من رموز المهنة تنزلق أقدامهم مثل البسطاء ويقومون برفع مطالبهم للرئيس مرسى بشكل يجعلك تسأل: ألا يدرك هؤلاء الإعلاميون أن زمن العرائض والمطالب لابد أن ينتهى؟ ألا يدرك هؤلاء أن نظام الوقوف بعرائض المطالب على باب الرئيس ضد فكرة القانون وداعم رئيسى لفكرة الرئيس الفرد الذى يجب أن نقف على بابه لانتظار منحته فى دعم الصحافة وضماناته الفردية فى الحفاظ على الحريات؟ القانون والمؤسسات هم الضامن الحقيقى لحرية الصحافة وللحريات ولكل شىء، أما الحديث عن ضمانات رئاسية أو وعود فردية من الرئيس فهو أمر فى غاية الخطورة، وقبول الرئيس محمد مرسى بالرد على هذا النوع من العرائض وتقديم وعود على تنفيذه دون إرجاء الأمر لمساره القانونى والمؤسسى العادى يؤكد أننا أمام نوع من التهجيص السياسى وأمام رئيس ومجموعة من النخبة لم تفهم بعد أن زمن الرئيس الفرد انتهى.. والساتر هو ربك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة