لا أصدق كثيرا من المحللين السياسيين حينما يتكلم الواحد منهم عما تحتاجه مصر فى المرحلة القادمة من خطوات وكيف يتمكن الرئيس الجديد من تحقيق أهداف الثورة، ثم يصمت - ربما متعمدا - عن سيل الترشيحات غير المنطقية وبلا مبرر لأسماء الوزراء والقيادات فى الحكومة الجديدة من أشخاص ربما لا يكونون مناسبين لتلك المناصب، اللهم إلا أن البعض يريد نفاق الثورة والثوار، والبعض الآخر يسعى لتسريب أنباء عن نفسه ليصبح فى مربع الترشيحات، ثم تجد نفس المحللين السياسيين يتحدثون عن معيار الكفاءة والنزاهة والابتعاد عن المصالح الشخصية والسياسية والأيديولوجيات فيمن يتم اختيارهم للجمهورية الثانية.
لا أتصور أيضا أن يصمت من يعتقدون أنهم نخبة عن تسريبات وشائعات تطرح أسماءهم لتلك المناصب دون أن يخرج الواحد منهم ويؤكد أنه لا يصلح للمنصب لأسباب كثير منا يعلمها، قد لا تنتقص من قدره، لكن المرحلة قد لا تناسبه، الأسوأ من ذلك أن يصر بعض الثوار الذين يظهرون فى الإعلام أكثر مما يجلسون فى منازلهم، على تداول قوائم لوزراء يعتقدون أنهم الأقرب للثورة، وهو نفس الإصرار الذى قضى على تلك الثورة وساهم فى تشويهها كما لم تفعل الثورة المضادة، وهو أيضا نفس النفاق الثورى الذى أتى بعصام شرف رئيسا للوزراء من ميدان التحرير، فكان هو أول من كفر بالميدان ومل من مطالبه.
وسوف يكون الرئيس الجديد أو من يختاره لرئاسة الوزارة مخطئا إذا استسلم لغواية الحشد التى تمارسها بطانة سوء جديدة تختبئ خلف الثورة ومبادئها وتستخدم عددا من مشاهيرها واجهات للتقرب إلى السلطة، وتلك البطانة قد تكون من الإخوان أنفسهم أو من محتكرى الثورية، أو من آلات إعلامية كانت سببا فى أن يصبح الدكتور محمد البرادعى الآن مرشحا لمناصب لا يختاره أحد لأى منها، والسبب أن كل من حوله يقولون له: أنت عظيم وتستحق أفضل من هذا.. على الرئيس الجديد ورئيس حكومته أن يحكما عقلهما فقط ويستشيرا ضميريهما عند اختيار أى شخص، فبطانة السوء أول هلاك الحاكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة