لم يكن ليلفت نظر الدكتور محمد مرسی مرشح الإخوان المسلمين لرئاسة مصر أی شىء فی محاكمة مبارك إلا استثمار المحاكمة الهزلية لصالحه الشخصى، مغرما بتصوير نفسه باعتباره السوبر مان الذی لا يقهر، فلم تسترع انتباهه حالة الحزن المفجعة على دماء الشهداء المهدرة ولم تنل من باله ما يذكر، فالصراع على الكرسی كان أهم، والقفز على غضب المصريين أولى دائما بجهد ومجهود «الإخوان المسلمين».
يدعی الدكتور محمد مرسى أنه مرشح التوافق الوطنى، وأنه مرشح الثورة فی سباق الرئاسة، لكنه ينسى دائما أنه وجماعته كانوا أول من خذل الثورة وتسبب فی انتكاساتها، ولا أعرف كيف لمن شتم الثوار واتهمهم بالموبقات مرة بعد مرة أن يلزق نفسه فی ثوب الثورة التی اتهمها بالدنس، ففور تدافع مئات الآلاف على ميدان التحرير أمس الأول أعلن الإخوان المسلمين أنهم سيشاركون إخوانهم المصريين فی الغضب، ووقتها تفاءلنا خيرا وقلنا ها هم الإخوان يعودون إلى الميدان مع إخوانهم، لكن ما هی إلا ساعات حتى ظهرت نوايا الإخوان الحقيقية وبدأوا فی ممارسة هوايتهم المفضلة وهی القفز على الثورات واستثمار الانتفاضات.
فی وقت نحن أحوج ما يكون فيه إلى التوحد حول الثورة وأهدافها بعدما أهرقت دماء الشهداء يخرج علينا محمد مرسى ليقول إن الإخوان هم الذين ملأوا الميدان، مدعيا أنه قائد الثورة وبطلها، وبالطبع لم يفته أن يقول انتخبونی تجدوا ما يسركم، متعمدا أن يتلاعب بالألفاظ ليقول إنه سيعيد المحاكمة وسيكلف البحث الجنائی بالتحقيق فی قضية قتل المتظاهرين، كما لو أن البحث الجنائی هذا جهاز يخترعه سيادة الدكتور مرسى متناسيا أن هذا الجهاز يتبع وزارة الداخلية وأن الداخلية مخترقة ومهلهلة وأن نوابه فی البرلمان هم الذين تهافتوا حول وزير الداخلية ليصافحوه وليشدوا على يديه حينما قتل أتباعه إخواننا عقب أحداث بور سعيد وأن نوابه هم الذين دافعوا عن بطش الداخلية فی موقعة الخرطوش الشهيرة فی مجلس الشعب، فكيف لمن لحس أحذية وزير الداخلية ومكن له قتل إخواننا أن يعيد هيكلة الداخلية بشكل حقيقی، وأن يدافع عن دم شهداء يناير فی حين أنه تسبب فی إهدار دم شهداء مايو ويونيو وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر؟
يقول رب العزة فی كتابه الكريم «أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه» وإن كان الله جل وعلا أورد هذا التشبيه ليصور من يغتاب أخيه بأنه يأكل لحمه، فما بالنا بمن يأكل لحم الشهداء ويتاجر بدمائهم ويستثمر أوجاعنا محاولا أن ينسب نفسه إلى الثورة التی كان أول من باعها وخانها ومضى ليحصد الكراسى التی ما كان ليصل إليها لولا هذه الدماء الذكية.
كان الإخوان هم أول من سارع للاعتراف بنتيجة الانتخابات الهزلية التی استبعدت كل المشرحين الشرفاء وأبقت على من كرهما الشعب، وكانوا هم أول من وضعوا المجتمع فی ثنائية الحيرة بين كراهية شفيق والعسكر وكراهية مرسی والإخوان، متهمين كل من يعترض على هذا الوضع الهزلی بأنه لا ينتمی للثورة، ومن عجب كيف يدعی من تنازل على الثورة وحصل على ثمن مشاركته بها أن من قبضوا على الجمر وتمسكوا بثورتهم لا ينتمون للثورة، وكان من الغريب أيضا أن يدعوا للتوافق حول مرشح الإخوان وهم يرفضون التوقيع على أى وعود قطعوها على أنفسهم؟
ملحوظة: اتنين ملهومش أمان.. العسكر والإخوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة