هل تسمح لى بأن أسحبك من أرض الصراعات النفسية والانتخابية التى تدور فيها مع التائهين؟، هل تسمح لى بأن أقدم لك روشتة تجعل من الاختلاف مع الآخرين أمرا سهلا، ومن الخصومة السياسية والفكرية أمرا لينا، ومن التشدد والتطرف سماحة ويسرا وتطويرا؟..
هل تقبل دعوتى بضرورة إعادة النظر فى كثير من الأشياء التى تؤلمك وتنقل الوجع إلى قلبك وعقلك؟..
هل قبلت الدعوة؟.. إذن هيا انطلق، ركز مع القادم من الكلمات لكى ترتاح من وجع الخلاف وصراعات التيارات السياسية المختلفة..
«قال تعالى مخبراً عن امرأة العزيز: «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ» «يوسف:53»، وسوف أبدأ بنفسى.. كنت أخلط بين اختلاف المفاهيم وذوات الأشخاص الذين أختلف معهم فجنيت عداوات غير ضرورية وإهدارا للجهد وإضاعة للوقت، وكاد القلب أن يتلطخ بالكراهية، والأسوأ من ذلك هو تبريرها دينياً..
فلما تأملت هديه الشريف وجدت التفريق بين الخطأ والمخطئ فى هذا الباب إلى درجة الدفاع عن شارب الخمر فى حال إنزال العقوبة به: «لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» «صحيح البخارى، 8/158 برقم 6780»، فحاولت العمل بمقتضاه.. فهل تجرب ذلك؟
«كنت أتحسس ممن ينتقد أى فكرة أتبناها وتوهمنى نفسى بأن الناقد يقصدنى أو يقصد منهجاً أؤمن به أو قوماً أنتمى إليهم، فلما تجاوزت التوقف مع الناقد وأسلوبه ونيته إلى الاستفادة من نقد المحب والمبغض وجدتهم معارج للرقى من الخطأ إلى الصواب.. وأسباباً للتحرر من مذلة استجداء الثناء.. وطرقاً للوقوف على حقيقة العبودية من أوسع أبوابها.. ألا وهو مشهد الاعتراف بالنقص.. وهو بداية الانطلاق نحو الكمال.. فأحببت الناقد محباً ومبغضاً».
السابق من الكلام رؤية مختلفة للصراع النفسى وأدب الاختلاف مع الآخر طرحها الداعية الإسلامى الحبيب بن على الجفرى، ومثلها طرح رؤية مغايرة لمواجهة الخطاب الدينى المتشدد والمتطرف وشهوة التحريم التى تسيطر على رجال الدين وعلى أغلب العقول، كيف تحول شهوة التحريم هذه؟، وكيف تجعل من الدين أداة انطلاق لا ماكينة تعطيل؟، وكيف تجعل من كلمة التحريم المبغوضة المكروهة سبيلا للنجاة والمحبة؟.. اقرأ التالى من الكلام..
- تخلفنا عن ركب التطور الصناعى والتقنى حرام.. لأنه صار ذريعة إلى استتباعنا علمياً وعملياً وفكرياً.
- التخلف عن تطوير الإنتاج الزراعى علمياً وعملياً.. حرام لأنه صار ذريعة إلى فقد استقلالية القرار.
- تخلفنا عن التخطيط الاستراتيجى والدراسات المستقبلية حرام.. لأنه صار ذريعة لفقدنا للمبادرة واكتفائنا بردود الأفعال.
- تخلفنا عن تجديد علم الكلام والفلسفة حرام.. لأنه صار ذريعة إلى تشتيت بعض مثقفينا فى الفلسفة الحديثة دون مرتكز.
- اعتمادنا منهج حماية الفكر والأخلاق بالمنع والحجر حرام.. لأنه صار ذريعة إلى خسارة أبنائنا فى عصر الفضاء المفتوح وموهما بعجز الشريعة الغراء عن استيعاب المستجدات.
- تخلفنا عن تطوير رؤية اقتصادية جادة حرام.. لأنه صار ذريعة إلى حبسنا فى خانة المستهلك فى ظل العولمة الاقتصادية..
- الاعتداء على نعمة تعدد المفاهيم فى النص المعصوم حرام.. لأنه صار ذريعة إلى نفور الناس عن الشريعة السمحة.
- جعل الدين أداة ضمن أدوات اللعبة السياسية حرام.. لأنه ذريعة إلى زعزعة إيمان الجيل.
- دعم توجه دينى لضرب آخر ضمن لعبة التوازنات السياسية، حرام.. لأنه ذريعة إلى فقد الثقة فى الدين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
بيشوى
العنوان لوحدة عايز ماجستير لشرحة للناس اللى فاكر انها ها تفهم
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
هو محدش علق بس انا هعلق
عدد الردود 0
بواسطة:
adel
من له حق التحريم والتحليل؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حميد
تطبيق شرع الله ليس شهوة
عدد الردود 0
بواسطة:
محفوووووظ
اتأخرت يامحمد يادسوقى يارشدى
بس مرحبا بك
عدد الردود 0
بواسطة:
علي محمد
شفييييييييييييييييييييييييييييييييييييق
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
حق يراد به باطل
عدد الردود 0
بواسطة:
لا اكره في الله محب دائما
يشهد الله انني صفقت لك بيدي بعدما قرات المقال...........