هجوم الفريق أحمد شفيق المرشح الثانى لمنصب رئاسة الجمهورية فى جولة الإعادة على جماعة الإخوان المسلمين، أمر له ما يبرره فى إطار الصراع السياسى والتنافس الانتخابى مع مرشح الجماعة الدكتور محمد مرسى، فهو يقدم نفسه كحام للدولة المدنية ضد مفهوم الدولة الدينية، ورجل الدولة القادر على إعادة الأمن والاستقرار.. إلى آخره.
هذا كله أمر مفهوم فى الهجوم العنيف والصادم بالمعلومات التى يمتلكها الفريق شفيق من مصادره الخاصة جدا ضد جماعة الإخوان وقياداتها.
لكن غير المفهوم والغريب أن يهاجم الفريق شفيق خصومه السياسيين بسبب حرصهم على دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى فى نضاله ضد الاحتلال الصهيونى من أجل استقلاله وحريته، فالإخوان ليسوا وحدهم فقط من يعتبرون قضية فلسطين القضية المركزية لمصر بحجمها السياسى ودورها القيادى فى المنطقة وموقعها الجغرافى فى قلب أمتها العربية، فالقضية الفلسطينية هى القضية المحورية والمركزية لمصر حتى قبل أن يلتحق سيادته بالقوات المسلحة المصرية بعقيدتها العسكرية الثابتة منذ نهاية الأربعينيات وحتى الآن تجاه القضية الفلسطينية من منطلق الأمن القومى المصرى أولا.
انتقادى لموقف الفريق من القضية الفلسطينية لا يعنى انحيازى للطرف الآخر المنافس له أو دعمى له، فموقفى معلن من المرشحين المتنافسين فى جولة الإعادة، ولكن هو انزعاج وقلق من تصريحات شفيق بشأن فلسطين واعتبار الإخوان وحدهم المدافعين عن القضية وأنهم سيورطون مصر فى مغامرات عسكرية والدخول فى حروب مع إسرائيل، فهذا نوع من العبث والمزايدة الانتخابية غير المبررة والتى تفقده التعاطف معه -إذا كان هناك تعاطف- وكان عليه أن يتفادى اللعب بورقة القضية الفلسطينية بعيدا عن التنافس الانتخابى والصراع مع مرشح الإخوان، وهو الكلام نفسه الذى نوجهه إلى مرشح الإخوان أيضا، فلا مجال للمزايدة على نضال شعب عربى ضد عدو صهيونى غاصب، جيوشه تقف على حدودنا الشرقية وتهدد باحتلال سيناء.
فمثل هذه الرسائل التى يوجهها الفريق شفيق تصب فى مصلحة العدو الصهيونى، الذى يسره كثيرا بعد هذه التصريحات أن يأتى شفيق رئيسا لمصر ليكمل مسيرة رئيسه المخلوع وتبعيته وحرصه فى الحفاظ على المصالح الإسرائيلية واعتباره «كنز ثمين» للدولة العبرية، وعلى السيد شفيق أن يعتذر عن الإساءة للشعب الفلسطينى فورا.