كل يوم يمر نزداد انبهارًا بالدكتور محمد مرسى رئيس مصر الذى جاء عبر إرادة شعبية حرة.. تواضعه وطيبة قلبه وإصراره على صلاة الفجر فى المسجد، ورفضه للحراسة وزفات النفاق وإعلانات التهانى أو تعليق صوره فى المكاتب والمصالح الحكومية، واستقباله لأسر الشهداء عقب دخوله القصر الجمهورى.. كلها مؤشرات تدل على أننا أمام نموذج فريد من الرؤساء.. نسأل الله أن يديم فضله على بلادنا ويستمر الرجل طيلة حياته صالحا، ويأخذ بناصيته للبر والتقوى وما فيه خير البلاد والعباد، ويقيد له البطانة الصالحة التى تعينه على الحق، فما أضاع حكام مصر السابقين سوى المنافقين وبطانة السوء التى جعلتهم آلهة من دون الناس.. هؤلاء المنافقون كانوا وبالا على مصر وحكامها.
رأيناهم فى زمن المخلوع أشد ضراوة فى النفاق من أى عهد سبق، فهم يسبحون بحمد الرئيس ليل نهار، حتى صوروا للشعب أن الحاكم هو من يرزقهم ويطعمهم ويسقيهم.. فلما قامت الثورة انكشفت العورات وأصبح مبارك على رأس الطغاة والسارقين.
ولذلك من حقنا أن نقول: لا مكان فى دولة العدل والقانون لأمثال هؤلاء المنافقين الذين يسعون لتدمير البلاد والعباد.
نعتقد أن على رأس الأولويات التى يجب على الدكتور مرسى أن يفعلها هو إتمام المصالحة الوطنيّة الشاملة مع جميع أبناء مصر، فنحن نبنى دولة جديدة تتطلب تكاتف وتآزر الجميع، لا وقت عندنا نضيعه فى الخلاف ولا فى التناحر، نسابق الزمن من أجل تحقيق العدالة الاجتماعيَّة للمُهَمَّشين والمستضعفين، والوطن ملىء بالطاقات المبدعة الخلاقة تحتاج من يستنفرها ويستفيد من جهدها، وهذه مهمة الرئيس الذى يفجر طاقات شعبية فى بناء وتنمية الوطن.
الأمر الأهم هو نصرة المظلومين والمستضعفين، السجناء السياسيين والمحكوم عليهم بالإعدام ظلمًا وعدوانًا، وعلى رأسهم شيخ الحركة الإسلاميَّة رفاعى طه والشيخ مصطفى حمزة وعثمان السمان.
كما لا ينسى الدكتور مرسى أن هناك عهدًا فى رقبته لاسترداد الدكتور عمر عبدالرحمن المحبوس فى أمريكا، ويتذكر أن الفيوم محلّ إقامة الشيخ عمر، التى ناضل فيها وكافح.. كانت أعلى الأصوات التى حصل عليها فى انتخابات الرئاسة، وفضل الرجل على الدعوة الإسلاميّة كبير.