سعيد الشحات

فن صناعة الطغاة

الأحد، 01 يوليو 2012 09:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى فن صناعة الطغاة، هناك من يتطوع بإنزال صفات على الحاكم تخرجه من كونه بشرا يصيب ويخطئ، وتقرأ أشياء لها العجب من قبيل، ماذا يأكل، وماذا يشرب، ومتى ينام، وكيف يصحو؟.

وبالرغم من أن هذا النوع من الحكايات المسلية يستهوى الناس عادة، فإن هناك من يضعها فى خارج سياقها، ونقلها إلى صنف الأساطير التى يتم نسجها عن الحاكم، مما قد يؤهله لأن يسير على خطا الديكتاتور الذى لا يرد قوله وفعله.

شىء من هذا يحدث الآن مع الرئيس محمد مرسى، وأكثر ما أثار انتباهى فى ذلك تلك الحكايات التى قيلت عن تعامله الطيب مع حراسه، وكأن هذا التعامل هو اشتقاق من تعامله المتوقع مع الشعب المصرى.

الاشتقاق هنا متسرع، والقياس عليه يحتاج إلى دراية، فتتبع تعامل الرؤساء السابقين لحراسهم، لا يخرج عن نفس الفعل الذى فعله أو يفعله الرئيس محمد مرسى، وهناك عشرات الحكايات التى سمعتها وسجلتها من حراس جمال عبدالناصر، وأنور السادات عن كيفية تعاملهما معهم.

قال لى أحد حراس عبدالناصر إنه كان يطمئن بنفسه على أطفاله، ولما مرض طفل هذا الحارس، أرسل إليه عبدالناصر أحد أطبائه الخصوصيين، وظل يتابع حالته حتى أطمأن عليه تماماً. وسمعت من أحد حراس الرئيس السادات، وكنا نؤدى العمرة سويا، أنه كان برفقته فى زيارة أوروبية شملت النمسا وفرنسا ودول أخرى، وكان الحارس «الضابط» عريساً جديداً، وبعد نحو أربعة أيام من الزيارة، قال له السادات: «أنت عريس جديد، ارجع لعروستك»، وعاد الحارس محملاً بهدايا قيمة من الرئيس، ولم يكن مبارك استثناء من ذلك، وعلمت أنهم بكوا بحرقة، وهو يسلم عليهم قبل ذهابه إلى شرم الشيخ يوم تنحيه فى فبراير من العام الماضى.

الحراس هم دائرة الأمان الأولى لشخص الرئيس، سواء كان محبوبا من شعبه كجمال عبدالناصر، أو مكروها مثل حسنى مبارك، والمنطقى أن تعامل الرئيس معهم لن يكون فظا غليظ القلب، ولهذا ليس من الصحيح القياس على مثل هذه الحكايات فى تعامل الرئيس مع شعبه، ومن يلتقطها لإقناعنا بغير ذلك سيكون مسؤولاً عن صناعة طاغية جديد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة