الكمال لله سبحانه أنه الإله الأعظم بارئ كل شىء وبه تقوم الأشياء كلها، وهو يقوم بذاته وأنه سبحانه وتعالى وجل جلاله الجمال المطلق الذى تهيم به القلوب، ويتغنى أهل محبته وملائكته بلمحات من هذا الجمال وتشدو الألسن بقبسات من أنوار جماله الذى تراه القلوب العاشقة والأرواح الهائمة «ليس كمثله شىء»، تحتار العقول فى جماله وعظمته التى يسجد لها كل شىء شاء أم أبى «يسبح له ما فى السموات والأرض»، إنه سبحانه وتعالى العدل المطلق «ولا يظلم ربك أحدا»، إنه سبحانه الكريم الوهاب، يعطى ويمنح ويمنع دون ظلم أو تقصير، قال تعالى: «كنت كنزا مخفيا فخلقت الخلق لكى أعرف»، لقد خلق الله سبحانه الخلق لكى ينعموا بعطاءاته وبنعمه التى لا حصر لها من خزائن فضله التى لا نهاية لها، إنه الجواد الكريم «كلتا يديه يمين»، يجزل العطاء لعباده وجميع مخلوقاته المرئية وغير المرئية، إنه الرحمن الرحيم يغفر لعباده كل شىء «وأن الله غفور رحيم» لا يقطع أعناقهم عند أول هفوة أو خطأ، بل يمهل ويعطى العبد ملايين الفرص للتوبة، إنه هو التواب، ويطلب من عباده ألا يتتبع أحد عورة أخيه.. قال سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم: «من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته حتى يفضحه فى عقر داره»، وقال الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام «من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله»، وقد يغفر الله له بعيبك عليه، بينما تقع أنت فى الذنب فيثاب وتعاقب أنت، وما أكثر العيوب التى فيك أيها الإنسان، لكنها خافية عليك، ولابد أن تكتشف تلك العيوب فى يوم من الأيام، قال حاتم الأصم: «لا تغتر بموضع صالح، فلا موضع أصلح من الجنة، ولقد لقى فيها سيدنا آدم ما لقى، ولا تغتر بكثرة العبادة فإن إبليس بعد كثرة العبادة لقى ما لقى، ولا تغتر بمخالطة الصالحين، فلا رجل أصلح من رسول الله ولم ينتفع أقاربه بمخالطته».
إن عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، هؤلاء هم العباد حقا. إنهم أشبه بالملائكة لا يصدر عنهم السوء ولا الأذى، يمشون بالخير فى الأرض ولا يحرقون ولا يدمرون بل يشيدون ويبنون، لقد وضع الله العزيز الحكيم سبحانه وتعالى المتحابين فيه فى أعلى درجات الجنة، ويكونون فى يوم القيامة فى ظله يوم لا ظل إلا ظله، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «خير العمل ما نفع وخير الهدى ما اتبع وخير الناس أنفعهم للناس».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة