أنا من أشد المعجبين بما يكتبه الكاتب والروائى اللامع الدكتور محمد المخزنجى، والذى يربط فى كتاباته بين السياسة والعلم والتحليل النفسى كونه طبيبا نفسيا اعتزل الطب ليكسبه ميدان الكتابة، وأرى فى مقاله «مسخ الميدان بين ثورة الصفوة إلى هوجة العوام»، المنشور فى الزميلة «الشروق» قبل ثلاثة أسابيع نموذجا فى تحليل مظاهرات ميدان التحرير فى الآونة الأخيرة، والذى انطلق من عبارة رائعة للإمام الغزالى عليه رحمة الله: «نفاق العوام أشد من نفاق السلطان».
عدت إلى قراءة المقال مرة أخرى، بعد أن شاهدت لقطات حية على الفضائيات، يتحدث فيها شباب من المتظاهرين فى الميدان أمس الأول تأييدا لقرار رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بإلغاء قرار حل البرلمان.
قال شاب بحماس بالغ: «القضاة بتوع المحكمة الدستورية لازم يمشوا، ونعين إحنا قضاة بدل منهم»، وقال آخر: «إحنا لازم نجيب القضاة بتوع المحكمة ونحاكمهم هنا فى الميدان»، كانت الآراء تسير على هذه النحو، بينما كانت الهتافات تعلو ضد الإعلام والقضاء وكل شىء، وكان المتظاهرون يتعدون على النائب البرلمانى أبوالعز الحريرى خلال تواجده فى الميدان، ويحتجزونه فى أحد العقارات المطلة على الميدان مرددين: «الحرامى.. العميل أهو.. مش هنسيبه»، ولم يعرف الصغار الذين فعلوا ذلك مع الحريرى، أنه لم يهادن فى نضاله ضد السادات ومبارك، ودفع الثمن سجنا واعتقالا، ودخل البرلمان بأصوات الناخبين لأكثر من دورة برلمانية، وكان فى الصفوف الأولى للثورة منذ يومها الأول، وظل فى ميدانها حتى يوم تنحى الرئيس السابق.
لم يقتصر الصغار على هذا الفعل، فقد كانت ساحات مجلس الدولة والمحكمة الدستورية، ميدانا آخر لـ«هوجة العوام»، والذى شهد اتهاما لكل من يعارض قرار الرئيس بـ«الفلول»، كما شهد اعتداء وحشيا على النائب البرلمانى حمدى الفخرانى، والناشط الحقوقى نجاد البرعى، لمجرد أنهما ذهبا إلى مجلس الدولة للطعن على قرار الرئيس، لكن المشهد الذى كان أكثر بؤسا، هذا الذى جاء على إحدى القنوات الفضائية لمحام يتحدث عن أنه جاء لاستخدام حقه القانونى، برفع دعوى لوقف قرار الرئيس، وبينما كان المحامى يتحدث، مد شخص ملتحٍ برأسه أمام الميكروفون.. مشيرا بالنداء إلى باقى زملائه ليهتفوا جميعا «يسقط يسقط الفلول»، فعلق المحامى: «هل أذهب إلى بلد آخر؟».
.. من المسؤول عن كل ذلك؟.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
فتش عن الملتحى !
عدد الردود 0
بواسطة:
صـفـوت صـالـح الـكـاشف / الـقــــــاهـرة
/////// قـــــرة ميــــدان أيـــــام زمـــــان . أو الجبرتى الحـــــائر..///////
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة الابشيهي
لماذا لا نتحري الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
لو ان الامر بالعكس
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم فروح
العوام لا ذنب عليهم
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوة
المسئول هو الصقوة من امثالك
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرية
اللهم عليك بالظالمين
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدة
الجميع لصوص
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
الشركة المباركية الإخوانية للإنتاج والتفريغ والشحن !