محمد الدسوقى رشدى

الشيخ برهامى ومسلسلات رمضان

السبت، 14 يوليو 2012 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى جلسة قصيرة العمر مع الشيخ ياسر البرهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، تخللها إزعاج شاشة تليفزيونية تقدم فواصل إعلانية لمسلسلات رمضان المقبل، تبدلت ملامح الشيخ وتغيرت ودار حوار غير مكتمل حول الألفاظ المستخدمة فى المسلسلات، وحول كم المسلسلات، وملابس الممثلات والفن الهادف والفن الملتزم وباقى المصطلحات الحاضرة فى أى حوار عن علاقة الفن والإبداع بالدين.

ملامح الشيخ ياسر المنزعجة تحتاج إلى شهور لكى أنقل لك تفاصيلها، وضحكة الرجل البسيطة والهادئة على الفواصل الإعلانية السريعة لمحتوى المسلسلات تحتاج وقفة ربما تطول، ولكن كثيرا من هذه الملامح المنزعجة كان لها كل الحق فى الانزعاج والغضب بعيدا عما انتهى إليه الشيخ ياسر بتحريم تلك المسلسلات.

تركت الشيخ ياسر وركزت أكثر مع ما يتم عرضه كإعلانات لمسلسلات رمضان، وكدت أن أرسم على شفاهى نفس ضحكة الشفقة والسخرية التى كانت بادية على ملامح الشيخ ياسر وهو يشاهد هذه الفواصل الإعلانية بسبب ما وصلت إليه الدراما المصرية من منحنى كاد أن يلامس أرض التفاهة والتجاوز.

عيب السادة صناع المسلسلات والبرامج أنهم فاكرين إن الشعب المصرى داقق عصافير، وعيبهم الأكبر أنهم وافقوا على لعب دور الشياطين فى رمضان بعد أن قامت السماء بتقييد وتصفيد إبليس وأتباعه، حينما تتابع هذا الشبق فى صناعة عشرات المسلسلات التى تتسابق فيها كل ممثلة على خلع ما هو أكثر من الهدوم، ويتسابق كل مؤلف على زرع كل ما هو قبيح من أفكار وألفاظ بين النصوص.. حينما تتابع فرح صناع الفن بكل هذا السفه تشعر وكأن هناك اتفاقا مسبقا بين هؤلاء وبين إبليس.. إذا هو رحل مع طلة هلال رمضان دخلوا هم ليحلوا محله، وإن كان إبليس ينصرف مع أوقات الأذان والصلاة فهؤلاء لا ينصرفون، ستجدهم أمامك على كل شاشة وفى كل وقت.. وإذا كان شارع الهرم ينتعش ويزدهر فى موسمه الصيفى فإن الفضائيات تنتعش أكثر وتزدهر أكثر فى موسمها الرمضانى.. ذنوب ديليفرى ينقلها إليك الريموت كنترول طالما هو بيدك.

الاعتراض على هذا الكم المبالغ فيه من هذا السفه والتفاهة يكمن فى التفاصيل، بداية من المضامين الفارغة لأغلب المسلسلات، والتى انحصرت كلها فى القتل والعصابات والمخدرات والنجوم الشرفاء الأبطال، وانتهاء بالمسابقات الدائرة بين الفنانات حول أجمل جسد وأكثر الضحكات رقاعة، وانتقاء الأكثر صدمة من قاموس شتائم الشوارع.

هذا العام يبدو أننا سنعانى بشكل أكبر بعد إصرار فيفى عبده على استكمال مهزلة العام الماضى واصطحاب نبيلة عبيد فى وصلات رقص وردح تأتيكم بعنوان «كيد النسا»، وغادة عبدالرازق تطل علينا بصراخها وشتائمها فى مسلسل جديد ربما يكون أقل عريا مما سبق، وعلا غانم ودرة ولقاء أعلنّ عن بداية موسم القلعة والتلميحات القبيحة فى رمضان داخل مسلسل الزوجة الرابعة، وغيرها وغيرها من المسلسلات التى قدمت نفسها إعلانيا بملابس نسائية عارية وألفاظ علمونا ونحن صغار أن استخدامها محصور فى معارك المصاطب والأسواق وداخل الكباريهات والشقق المشبوهة.

لن أقول لك أغلق التليفزيون، فذلك أمر يصعب تنفيذه أمام هذا الكم من الإغراءات، ولن أقول لك تفرغ للعبادة والصلاة فى رمضان لأن تلك علاقة بينك وبين ربك هو وحده يراقبك وأنت وحدك تحصل على الذنوب أو الحسنات، فقط أتمنى عليك أن تنتقى ما تشاهده، وألا تشارك فى أى اتصال هاتفى يخبر الفنان الفلانى بأنه عظيم أو فظيع أو جامد، وألا تسأل صديقك أو صديقتك قائلا: شفت المسلسل الفلانى، أو البرنامج العلانى خاصة إذا كان لا يستحق، أرجوك لا تسمح لهؤلاء التجار بأن يبيعوا لنا تجارتهم الفاسدة، لا تدعهم يبيعوا لنا الهواء فى قزايز، لعلهم يكتشفون أن التركيز فى عمل واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو حتى 10 يمنحهم فرصة للإتقان والتجويد ويمنحنا نحن فرصة للمشاهدة والنقد.. والعبادة.. وكل رمضان وأنتم بخير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة