غريب وعجيب أمر بعض أصحاب الرأى و«السياسة شو» ممن يعتبرون أى خلاف معهم عداء. هؤلاء عينوا أنفسهم قسرا نوابا عن الرئيس محمد مرسى، ومتحدثين باسمه لم يكتفوا بكونهم يتطفلون على سلطات الرئيس، ويتحدثون باسمه، زعماء التوك شو يعتبرون أحكام القضاء حربا على الرئيس، ويطالبونه بعدم احترامها، فإذا أعلن احترامه للقضاء وأحكامه زايدوا عليه، أنصار الاستبداد يعتبرون كل انتقاد لهم رغبة فى أن يفشل الرئيس، ولا يدركون أن فشل الرئيس ينعكس على كل من يعيش فى هذا الوطن.
نحن نساند الرئيس من أجل أن ينجح، فى مواجهة كل من يحاول انتقاص صلاحياته، ولا نتفق مع من يرسمون مؤامرات وهمية لتبرير التأخر، ولا يقدمون دليلا، نسانده فى مواجهة من يسعون للتطفل على سلطاته والحديث باسمه، ونطالبه بأن يخرج ليعلن للشعب الحقيقة حول وجود من يعرقلون عمله، ويحدد الجهات التى تتآمر عليه، أو ينفى ذلك الآن وإلى الأبد، وألا يترك الأمر معلقا والاتهامات هلامية.
نساند الرئيس لإجراء مصالحة وطنية بين كل التيارات والفئات، ويدعو علماء وخبراء مصر فى الداخل والخارج ليقدموا تشخيصا حقيقيا لما نعانيه وما نحتاجه، وألا يستمع لحلفاء السوء من فاشلى الانتخابات، أو طلاب السلطة والمتنطعين، وأن يخرج ببيان للشعب عن أحوال الاقتصاد والفرص والعراقيل بعيدا عن التهوين والتهويل.
نساند الرئيس ليشكل حكومة قوية تكون قادرة على تنفيذ برنامجه للمائة يوم الأولى، حكومة من القادرين وليست حكومة للترضية السياسية، وأن يكون له وحده حق تعيين وإعفاء رئيس الوزراء، ونطالبه بأن يسكت كل من يتحدث باسمه، أو يزايد عليه، نسانده فى مواجهة من يسعون لانتقاص صلاحياته أو من يحتكرون الحديث باسمه، منافقين وماسحى الجوخ ورجال كل العصور والأنظمة، ومن صناع الفراعنة وتجار النفاق.
نسانده ليواجه عار العشوائيات وينصف الفقراء، الذين ظلموا سابقا ومازالوا، وأن يواجه المتعصبين وصناع الفتن، نسانده لمواجهة الانفلات الأمنى وبلطجية المرور والشوارع، وفرض القانون على الجميع بلا استثناءات. ونسانده ليحترم الفصل بين السلطات وأحكام القضاء، وإذا اعترفنا بأن النظام القضائى فى حاجة لإصلاح فلا يعنى هذا أن نهدمه، ونقول له إن مواجهة القضاء تضر الرئاسة والدولة أكثر مما تفيدها، ونرفض اتهام القضاء بأنه متآمر لمجرد أنه أصدر حكما ضد رغبات البعض، ونطالبه بإزالة مستشارين ورطوه فى مواجهة وهمية مع القضاء.
موقع الرئيس فى مصر له مكانة مهمة والناس تنتظر منه مبادرات وحلولا ومصارحة، ساعتها سوف يجد استجابة من الشعب، وليس فقط من المصفقين وصناع الضجيج وعشاق الكاميرا. فالشعب يستطيع التفرقة بين المخادعين والحقيقيين، نساند الرئيس ليكون رئيسا لكل المصريين وليس لحزب أو جماعة. ونطالبه بأن يضع الشعب فى الصورة، فهو الأحق بالصراحة، وأن يزيل من يعزلوه، ليكسر الرئيس عزلته وينضم للشعب كله.