كتلة كبيرة من الإشفاق والتعاطف يمكن تخصيصها بلا تفكير للرئيس محمد مرسى، ليس فقط لأنه يحمل فوق رأسه ما لا طاقة له به، أو لأنه قرر إرضاء أطراف كثيرة قبل أن يقرر إرضاء الدولة أو الوطن نفسه ولكن لأنه يحمل أعباء طويلة لجماعة توترت وتسعى لتغيير خرائطها وخططها القديمة بعدما دنت السلطة منها وتدلت.
ولكن هل يعنى كل ما سبق أو حتى أكثر منه أن الناس فى الشوارع مطلوب منها أن تلتمس له الأعذار؟، وإن كانت الناس مضطرة فإلى أى مدى ستظل تفعل ذلك؟، وهل أصلا الناس أى ناس مضطرة إلى أن تلتمس الأعذار لرئيس قدم لها كل الوعود الوردية وتعهد أمامها أنه قادر على الإصلاح وتجاوز العقبات وتحدى الصعاب من أجل تحقيق ما وعد به وما يحلمون هم به؟
تلك هى قواعد اللعبة التى من أهم شروطها إدراك الرئيس وحزبه وأنصاره أن الناس لا تعترف بحسابات الزمن والصبر والعراقيل التى يمكن استخدامها للرد عليهم حينما يسألون عن أفعال الرئيس بعد أن غمرهم بكلامه؟، ولا يصح أن يخرج قيادى إخوانى كبير هو الدكتور عصام العريان ليخبر الناس أن نجاح الرئيس مرسى على المستوى الخارجى هو سبب الهجوم عليه فى الداخل لأن تصريح مثل هذا يتضمن بين طياته من السذاجة وقلة الإدراك بوعى الشعب المصرى وسقوط نظرية الشماعات ما يجعلك تتأكد من أن الإخوان يبحثون عن أى مبرر يفسر تأخر تشكيل الحكومة وتعثر الرئيس فى إدارة ملف المعتقلين داخل السجون الحربية وفتح ملفات أمن الدولة وخلافه؟
أزمة تصريح الدكتور عصام العريان لا تكمن فقط فى طريقة الطرح، بل تكمن فيما يمكن أن يتولد عن هذا الطرح من أسئلة من نوعية أى نجاح خارجى حققه الرئيس محمد مرسى حتى الآن؟، وهل يعتبر حزب الحرية والعدالة أن استقبال ملك السعودية للرئيس مرسى نجاحا؟، هل عاد الرئيس من السعودية وبصحبته عقود استثمارية ضخمة مثلا؟، أو عاد وبصحبته تقرير واف عن المعتقلين فى السجون؟، أو ضمانات رسمية لحسن معاملة المصريين فى أراضى المملكة؟.. الواقع يقول بأن أيا من ذلك لم يحدث وكل الذى عاد به الرئيس هو حسنات العمرة المقبولة –بإذن الله- التى قام بأدائها وقت الزيارة.
أى نجاح خارجى يتحدث عنه الدكتور العريان وهل يعتبر مجرد قيام الرئيس بزيارة أثيوبيا نجاحا؟، وهل طبيعى أن يخبرنا العريان عن نجاح الرئيس خارجيا قبل أن يمضى على تواجده فى أثيوبيا ساعات لم يظهر لها أى ثمار؟، هل يعتبر الدكتور العريان المرشح لرئاسة حزب الحرية والعدالة تجاهل الرئاسة والرئيس مرسى لقضية الصحفية المصرية المختطفة فى السودان نجاحا؟، أم يعتبر موقف مرسى مما يحدث فى سوريا والذى لم يختلف عن موقف المجلس العسكرى نجاحا؟.
الغريب فى أمر الدكتور العريان وقيادات الإخوان أنهم يتحدثون كثيرا عن إنجازات الرئيس محمد مرسى ويقيمون أدائه فى الوقت الذى يطلبون فيه من الناس ومن معارضى الرئيس الصبر وعدم استعجال التقييم لأن التوقيت الذى مضى منذ أصبح الدكتور مرسى لا يسمح بتقييم أداء أو الحكم على شخص هكذا قالوا ويستمرون فى القول ولكنهم للأسف يقولون ما لا يفعلون.
عموما يبدو أن معايير النجاح على المستوى الدولى الذى تحدث عنه الدكتور عصام العريان مستخدما نفس جمل نظام مبارك المعهودة مثل الحفاظ على ريادة مصر ومكانتها، تختلف عن معايير النجاح الخارجى التى نعرفها وربما كان الدكتور العريان يقصد بالإنجازات والنجاحات الخارجية التى حققها الرئيس مرسى هو تعدد برقيات التهانى التى تلقاها مرسى من رؤساء دول العالم وللدكتور وما يتخيله كل الحق طالما نعيش فى وطن يتم تقييم عظمة أفراحه الشعبية حسب كمية «النقطة».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
عدنا الى شلة التهليل والتكبير لكل خطوه يخطوها الرئيس سواء للامام او الخلف او حتى الحمام
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مرسى رئيسا
كلامك قديم قوى . الصحفية راجعة مع الرئيس فى الطيارة .. بلاش اللغة الخشبية يابرنس !
عدد الردود 0
بواسطة:
أمل
خسارة التعليق !
!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
Ayman
رائع
مقال اكثر من رائع
برافوا عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله
إرحمونا بقى ....!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى يعقوب
كفاية
عدد الردود 0
بواسطة:
على السيد على
لا تكيل بمكيلين
عدد الردود 0
بواسطة:
عطوه شندى
نهضة مصر ليست مسئولية الرئيس والاخوان وحدهم
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب البدري ( عابر سبيل )
عصر الانجازات الوهميه
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
غباء سياسي