ليس عيبا أن يبدأ الرئيس الجديد أولى خطواته فى قصر الرئاسة بالاعتماد على أهل الثقة ممن يعرفهم وممن هم داخل جماعة الإخوان، ورفاق النضال، هذا منطقى فى أجواء يشوبها الحذر والتحفز والخوف من اتهامات قد تبدو فى ظاهرها عاطفية حول الرغبة فى السيطرة واحتكار السلطات، لكن عين العيب وعدو المنطق يتمثلان فى أن يتجاهل الرئيس الجديد أخطاء النظام السابق ويبدأ مبكرًا فى كتابة نهايته قبل أن يبدأ، بأن نسمع كل يوم عن أسماء لأشخاص يؤهلون أنفسهم لأدوار بارزة فى الفترة المقبلة ونحن لا نعرف عنهم إلا الشائعات ولا نراهم إلا عندما يقررون هم ذلك.. نعم أعنى بحديثى هذا رجل الأعمال، حسن مالك، وأنا لا أقصد الهجوم على الرجل بقدر ما أسعى فقط لأن أهمس له بأن هالة الغموض التى يحاول فرضها على شخصيته ليست شيئاً مستحبا فى مصر الثورة التى تخلصت من «الكهنوت السياسى»، فالناس يتناقلون عنه أحاديث كثيرة ويشبهونه بـ«أحمد عز» القادم، بينما هو يعتبر هذه الضجة مجرد تفاهات لا تستحق الرد.
نحن يا سيد «حسن» لا نريدك «جوكر» يظهر ويختفى دون أن نعلم كيف ولماذا، من حقنا عليك وعلى جماعة الإخوان وعلى الرئيس مرسى أن نعلم متى بدأت وأين انتهيت وما دورك فى الأيام المقبلة، وأرجو ألا تترك الرد على تلك الأسئلة للجيش الإلكترونى الإخوانى على المواقع الاجتماعية، وإذا كنت لا تحب الظهور الإعلامى فعلى الأقل اختر لنفسك متحدثاً إعلامياً يخبرنا عما تنوى فعله.
الناس فى الشوارع يتخوفون من بوادر إمبراطورية اقتصادية جديدة تختلط بالسياسة، ولديهم الحق والأسباب أيضا، فأنت رئيس جمعية «ابدأ» وهى الأشهر بعد الثورة، ودخل فى عباءتها كثير من أصحاب الأعمال فى مصر، وأنت رئيس لجنة التواصل بين الرئاسة ورجال الأعمال، وأنت على يمين الرئيس فى الصورة بعد كل اجتماع يناقش مستقبل الاستثمارات، وأنت الجزء المغمور فى كل حديث طاف على سطح الاقتصاد، فلا تستكثر علينا أن نعرف عنك بعضاً مما تعرفه عن نفسك.. قل يا سيد حسن من أنت الآن لأعرف كيف سأكون أنا فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة