سامح جويدة

التغيير والأفكار القديمة

الإثنين، 02 يوليو 2012 12:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن تفهم الآن هل الثورة مستمرة أم الخيبة هى المستمرة.. نحتاج إلى وقت لنعرف موقف النظام السابق من الرئيس المنتخب، وموقف الإخوان منا جميعا.. فلا تتشاءم ولا تتفاءل فإن غدًا لناظره قريب، وحالة الرعب التى انتابت الكثيرين طبيعية جدا على شعب اعتاد منذ عقود طويلة على هالات كاذبة من عينة بطل الحرب والسلام، والرئيس القائد، والسيدة الأولى، ليفاجأ برجل بسيط من بيننا يدير البلاد، ومن خلفه زوجة تصر على أن لقبها الأجمل هو أم أحمد.. عشنا دائما على وهم أن رئيس الدولة هو القوى العظيم المهيب، رغم أنها صفات الله الحسنى ولا تحملها السمات الإنسانية، حتى لو رؤساء جمهورية، فكيف لنا بعد هذه التربية الملعونة أن نفرح بزعامة واحد منا؟ وكيف نقبل فكرة أن الرئيس يمرض بعد أن أقنعونا ثلاثين عاما بأن «عشان الشعب يعيش مبسوط الريس حالف مش هيموت»؟ وكيف نفاجأ بالرئيس يشترى «بقسماط» أو يزور قريبه فى عين شمس؟ وكيف يظهر إخوته وأهله فى الإعلام بالجلاليب البيضاء وبلكنتهم الريفية الواضحة ليؤكدوا لنا أنه من أهل الأرض وليس من أهل السماء؟.. وقديما فرض مبارك حظرا إعلاميا شديدا على أهله وماضيه الذى لا نعرف منه إلا أنه صاحب الطلعة الجوية، ومن ساعتها لم ينزل لنا على الأرض.. والفرق بين محمد مرسى ومحمد حسنى كبير، إلا أن الخوف الحقيقى والمنطقى أن تتكرر مأساتنا مع الحزب الوطنى مع حزب الحرية والعدالة، وأن يتحول الفلول إلى إخوان، وعلينا أن نحذره فقط وألا نقدر البلاء قبل وقوعه، ولننتظر كيف سيدير الرجل دفة البلاد.. فلو عدل فينا فنحن له، أما لو غدر فنحن عليه، ولا داعى لأن نتذكر كل إخفاقات الإخوان ونسقطها عليه، وليس من الحكمة أن ننتظر منه الغلط، لأننا لم نعد هذا الشعب المهاود الذى يبلع لحكامه الزلط، أصبحنا شعبا طبيعيا كعشرات الشعوب التى تنتخب حكامها أو تسقطهم، لذلك علينا أن نساعد، وأن نتعاون بروح صافية خالصة، لأن مسؤولية إصلاح البلد والمجتمع مسؤولية مشتركة تبدأ بالأخلاقيات العامة فى الشارع، وبسلوكيات التعامل بين الناس فى البيع والشراء، وتنتهى إلى الأجندات الشخصية والحزبية للحكام والسياسيين.. هى كما قال أبوسفيان الثورى «اثنان لا يصلح حال أحدهما إلا بصلاح الآخر.. الحاكم والرعية»، فالرجل حتى لو صدقت نواياه إلى أوسع مدى، لا يملك أن يحقق نهضته الموعودة إلا لو تحرك المصريون، وأصروا على النهوض والنجاح، أما حالة التخاذل العام والسلبية التى نعيشها الآن فهى أقرب إلى الغيبوبة وليس النهضة المطلوبة.. وتعاملنا الساذج مع الرئيس على أنه بابا، وأن عليه أن يؤكلنا ويشربنا ويزوجنا ويسكنا ويكسينا مجرد خرافة، فلا يمكن أن يتم تبديل الأب كل أربع سنوات، ولا يمكن لأى رئيس أن يغير فينا طالما أننا شعب اكتفى دائما بأن يحلم ويغنى بالتغيير مع إصراره على كل أفكاره وعاداته القديمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة