وبدأت ساعة العد للدكتور محمد مرسى بعد أدائه اليمين أمام المحكمة الدستورية، وحسنا ما فعله الرئيس بعدم الاستماع إلى فتاوى بعض القانونيين والسياسيين بعدم الحلف أمام المحكمة، وحمل خطابه فى جامعة القاهرة إشارات إيجابية عن المستقبل الذى ينتظره الجميع.
سيترقب المصريون ماذا يفعله الرئيس فى قضايا الاقتصاد والديمقراطية وكتابة الدستور، ولعل إشارته فى كلماته بأن مصر دولة مدنية وديمقراطية مقدمة رائعة ومطمئنة للقوى السياسية التى تتخوف منه لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، كما أنه كان موفقا فى إشادته بالقوات المسلحة، وقوله إنه سيقود حفلا لتكريم جميع أفراد الجيش لأنهم يستحقون ذلك، وقد لا يعجب هذا الكلام قطاع من الثوار، استنادا على ما حملته المرحلة الانتقالية من مساوئ، إلا أنه ليس من مصلحة أحد أن يعود الجيش إلى ثكناته منكسرا، والجيش القوى لشعب قوى بقيادة رئيس قوى ستكون حصيلته دولة قوية يعمل حسابها الآخرون.
صحيح أنه من المبكر إعطاء حكم نهائى على أداء الرئيس، من زاوية أن كل رئيس جديد، يبدأ حكمه بخطب سياسية توحد ولا تفرق، ويحمل فيها كل الأمانى الطيبة لشعبه، ولم يكن مبارك الذى ثار عليه شعبه استثناء من ذلك، لكن ليس أمامنا الآن غير التقييم وفقا لما جاء على لسان الرئيس.
سيترقب المصريون عملية تشكيل الحكومة، وما إذا كانت بالفعل ستعبر عن توافق وطنى عام أم لا؟، وبقدر ما أتمنى أن يقودها الدكتور محمد البرادعى، أتمنى أن تلبى شروطه فى التشكيل لأنها تبنى ولا تهدم، كما أن نجاحه سيكون نجاحا وإضافة للرئيس.
سيترقب المصريون النهضة التى يحلم بتحقيقها الرئيس مرسى، وفى أذهانهم أنها لن تتم إلا بمصالحة مع قضايا شائكة فى الماضى، خاصة المرحلة الناصرية، وليتذكر الرئيس مرسى، أنه فور نجاح حزب العدالة والتنمية بالانتخابات لأول مرة فى تركيا، ذهب زعيمه رجب طيب أردوغان إلى قبر كمال الدين أتاتورك، رغم عداء الإسلاميين فى تركيا له.
كان الصراع بين عبدالناصر والإخوان، صراعا سياسيا، وآلت الأمور إلى ما آلت إليه، وليس من المنطقى أن تظل مصر محكومة بإرث الماضى بما له وما عليه، وليتذكر الذين يريدون إحياء عقد الماضى أن رصيد عبد الناصر فى نفوس المصريين والعرب والعالم الثالث مازال عظيما.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة