معتز صلاح الدين

الانفلات الإعلامى.. كيف نواجهه؟

الجمعة، 20 يوليو 2012 05:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك أن الانفلات الإعلامى الحالى لا يقل خطورة عن الانفلات الأمنى الذى بدأ فى التراجع ونأمل فى أن يتلاشى نهائيا، وفى شأن الانفلات الإعلامى فإنه من المؤسف أن المنطقة العربية هى الوحيدة فى العالم التى لايوجد بها أى تشريعات أو قوانين تنظم عمليات البث الفضائى لذلك يحدث هذا الانفلات الإعلامى خاصة مع وجود أكثر من 720 قناة فضائية تبث باللغة العربية يشاهدها وفقا لجامعة الدول العربية حوالى 200 مليون مشاهد عربى.

وأود أن أؤكد أن الدعوة لمواجهة الانفلات الإعلامى لا تعنى بأى حال من الأحوال الاقتراب من حرية الإعلام لكن الحقيقة أن الحرية تعنى المسئولية فى نفس الوقت كما هو متعارف عليه فى جميع أنحاء العالم.

من هنا فإننى أدعو إلى إنشاء جهاز خاص بالبث الفضائى "المرئى والمسموع" وهذا الجهاز أو هذه الهيئة موجودة فى العديد من دول العالم لتنظيم عمليات البث السمعى والبصرى وعلى سبيل المثال فإن الولايات المتحدة الأمريكية لديها "المفوضية الفيدرالية للاتصالات Fcc وهى مفوضة من الكونجرس لممارسة اختصاصين رئيسيين:-
الأول : منح التراخيص للمحطات التليفزيونية والإذاعية وتجديد هذه التراخيص وسحبها سحبا ً مؤقتاً أو نهائياً
الثانى : وضع ومراجعة معايير صلاحية المواد التليفزيونية والإذاعية البرامجية منها والإعلامية ومتابعة تطبيق هذه المعايير من جانب المحطات.. وتتكون هذه المفوضية من خمسة مكاتب أو إدارات يشرف على منها "مفوض" ويتم تعيين المفوضين الخمسة بناء على ترشيح من الرئيس الأمريكى بشرط مصادقة مجلس الشيوخ على كل منهم.
هل تعلم عزيزى القارئ متى تأسست هذه المفوضية ؟
تخيل تأسست عام 1934 بموجب قانون الاتصالات الصادر عن الكونجرس نعم عام 1934 وكان الهدف عند تأسيس هذه المفوضية هو تنظيم التعامل فيما بين الولايات وكذلك بين هيئات خارجية والولايات فى الاتصالات السلكية وعبر موجات الإذاعة وفيما بعد شملت المفوضية بولايتها البث التليفزيونى وعلى مدى سنوات طويلة طورت هذه المفوضية من منهجها فى وضع المعايير والضوابط المنظمة للبث والاستقبال التليفزيونى والإذاعى بحيث عندما تنشأ حاجة إلى وضع معايير محددة أو جديدة أو تعديل معايير قائمة يقوم خبراء المفوضية بإعداد وثيقة تتضمن المعايير الجديدة أو التعديلات مقرونة بشرح الدوافع التى دفعت بالمفوضية إلى مثل هذا الإجراء كما تقوم المفوضية بالإعلان فى وسائل الإعلام العامة عن هذه الإضافات أو التعديلات المقترحة مع تحديد موعد نهائى لتلقى اعتراضات وآراء المواطنين والهيئات العامة والخاصة ومراجعة نص مشروع المفوضية فى ضوء ما يرد من آراء واعتراضات ثم تعديل المشروع وفقا لذلك وهذه العملية أصبحت سهلة بفعل إتاحة المفوضية لحق إبداء الرأى مباشرة على موقعها الإلكترونى وتقوم المفوضية بعد ذلك بإعادة طرح المشروع للرأى العام أو اعتماده فى حال ضعف الاعتراضات أو التخلى عنه فى حال كثرة الاعتراضات.
وتقوم المفوضية الفيدرالية بنشر تقرير سنوى يحتوى على بيان بما وصلها من شكاوى ونتائج التصرف فيها والمخالفات التى وقعت فى ذلك العام والعقوبات التى طبقت على الهيئات المخالفة. وبذلك تعتبر مجموعة التقارير الصادرة عن اللجنة سجلاً للخطوط التى تستهدى بها الهيئات التليفزيونية والإذاعية فى عملها وبياناً للحدود التى لايقبل المجتمع تجاوزها أو تخطيها.

وتسهيلا للمشاهدين ومنتجى الإعلام وضعت المفوضية تصنيفا لمحتوى البرامج بحيث يستطيع جمهور المستقبلين التعرف على نوعية كل برنامج أو مادة إعلامية بمجرد بدء بثها ومن ثم تحديد موقفه من المشاهدة. ويحتوى هذا التصنيف على عشر فئات ينقسم بعضها داخلياً إلى فئات فرعية :
Y= صالح لمشاهدة الأطفال من كافة سنوات الفئة العمرية.
7= صالح لمشاهدة الأطفال الأكبر عمراً من السابعة.
G = صالح للمشاهدة العامة أى الجمهور على إطلاقه من
كافة الأعمار.
PG = صالح للمشاهدة فقط فى حال موافقة الأبوين على أن يشاهد أطفالهما البرنامج.
14 = صالح للمشاهدة فقط لمن هم أكبر من سن الرابعة عشر ويحظر على الأطفال مشاهدة مثل هذه البرامج.
MA = للكبار فقط أى من سن السابعة عشر فما فوق + 17.
V = يحتوى على مشاهد عنف.
S = يحتوى على مشاهد جنس.
L = يحتوى على لغة (ألفاظ أو تركيبات أو جمل كاملة) لا تصلح للمشاهدة العامة .
D = يحتوى على مواقف أو حوارات إيحائية بمعنى أنها توحى بالعنف أو الجنس أو اللغة البذيئة.
هذه باختصار شديد التجربة الأمريكية فى تنظيم البث الفضائى التليفزيونى والإذاعى وفى المقال القادم نتحدث عن التجربة الأوروبية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة