23 يوليو 1952 هو فجر الثورة المصرية التى قادها جيش مصر العظيم، مواجهاً الإنجليز، وبكل أسف كلابهم ممن باعوا الوطن لما كان يطلق عليه وقتها «السرايا».
تاريخ له معنى، لأنه يحمل أسماء مصرية بعد غياب طويل تجلس على عرش مصر.
بالطبع لا يمكن أن أضيف لصفحات تاريخ الثورة المصرية.. ثورة 1952 كما اصطلح على تسميتها جديداً.
كما أننى لن أذهب فى اتجاه تذكير الجماعة- قيادة- بما فعلته الثورة، خاصة حكاية «فدادين خمسة.. خمس فدادين»، والتى ربما أفادت أغلب قيادات الجماعة فى أن يصبحوا متعلمين ويصلوا إلى الجامعة.. وليسأل «شباب الجماعة»، فهم أنبل من فيها، الرئيس د. محمد مرسى تحديداً عن قصة الفدادين الخمسة.
هنا يجب أن نذكر أن الأرض فى مصر أغلبها كان ينتقل لعائلات إقطاعية جيلا بعد جيلا عبر هبات من الأسر الحاكمة على مر التاريخ منذ الفراعنة، وحتى أسرة محمد على.
يا شباب الجماعة النبيل اسأل واستحلف من تسأله بالله أن يجيبك: ألم تتقاض أسر مصرية للأسف ثمن خيانة «هوجة عرابى»؟!
إذن، لم يكن تمليك الفلاح المصرى رب الأسرة 5 أفدنة سطوا على الملكيات، إنما كان نظاماً اشتراكياً.. وفى «نهج البردة» بيت يقول: «الاشتراكيون أنت إمامهم»، المقصود بالطبع هو الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
برضه مش دى المشكلة، طيب إيه المشكلة، والعياذ بالله بلاش المشكلة.. إيه الحكاية؟!
الحكاية أن الرئيس د. محمد مرسى انتخبه الكثيرون من الوطنيين ممن يرون فى الزعيم خالد الذكر الوطنى جمال عبدالناصر رمزاً للوطنية، كقائد عربى يفخر به معارضوه قبل مؤيديه.. أى والله؟!
«شباب الجماعة»، ناصر هو أول من أكد مقولة: «ارفع رأسك يا أخى أنت عربى».. وسبحان الله كان بعض ملوك وأمراء الخليج العربى يشاطرون ناصر العداء وبعض الكراهية، بيد أن شعوبهم كانت تعشقه وبعضاً من الأمراء والملوك.. واسألوا و«دعبسوا» فى مذكرات الملك فيصل رحمه الله، أو صباح السالم الصباح، حاكم الكويت، والشيخ أحمد الفهد، وشقيقه طلال، وقبلهما والدهما فهد الأحمد رحمه الله.. دعبسوا.
أيضاً فى أوراق الملك حسين رحمه الله، والشيخ حمد بن خليفة، حاكم قطر الحالى، والشيخ زايد رحمه الله، ومحمد بن راشد، حاكم دبى الحالى!
بلاش كل ده يا بشر.. ألم تلاحظوا أن أغلب الأسماء الشعبية فى الخليج العربى ناصر، وخالد، وأبوناصر، وأبوجمال، وجمال.. والله على ما أقول شهيد.. والخليج مش بعيد ولا ها يسيب الخريطة!
بلاش كل ده.. روحوا شمال أفريقيا العربى: الجزائر، والمغرب، وتونس، وقولوا نحن «مصرى..» آه قبل ما تكملوا الكلمة «ون» تجد أحضاناً دافئة ودموعاً نازلة!
حتى أفريقيا، نحن نعرف أنفسنا فى كل أفريقيا بأننا مصريون من بلد ناصر.. طب والله عظيم.. زى ما بقول لحضرتك عزيزى القارئ كده!
اسألوا مانديلا سجين الحرية الذى خرج بعد 28 عاماً من محبسه ليهدى حرية جنوب أفريقا لناصر.
اسألوا أبناء نيكروما فى غانا.. اسألوا حتى قبيلة الإمبراطور الإثيوبى الراحل «هيلا سيلاسى» الذى كان يمشى فى حراسة الأسود، ومن أخطر الديكتاتوريين.. حتى هذا الرجل كان يحترم ناصر العروبة.. بلاش يحبه!
خلصنا أفريقيا والعربى.. تحبو نروح آسيا ونقول مهاتير محمد، وقبله المهاتما غاندى؟!
نقول مين ولا مين؟!
نقول أمريكا اللاتينية.. وميادين تحمل اسم جمال عبدالناصر، أكبرها فى «بيونس آيرس»العاصمة الأرجنتينية!
نقول تشافيز.. نقول كاسترو.. نقول إيه بس!
لكن الجماعة لا يعجبها من يعمل للشعب، ومن أجل الشعب، من لا يريد أن تصبح فرصة الشعب فى حياة كريمة عن طريق الصدفة.. بل عن طريق فرص العمل، وأن يكون الشعار «شركاء.. لا أجراء»!
ناصر غير مسؤول عن تغيير الشعوب، ونقل العبث لها بعيداً عن الحقيقة، فيقال لك يا شبابنا العظيم: ناصر صرف فلوسنا.. ده الجنيه الإسترلينى لامؤاخذة كان بـ97 قرش مصرى يا جدعان؟!
ناصر حارب فى الجزائر، وليبيا وحرر أفريقيا.. ليه يعنى؟!
طبعاً لأنه قاد حركة التحرر من الاستعمار رافضاً نهب ثرواتنا.. بل عمل على «الوحدة العربية».. الاتحاد العربى الذى مات وهو ينهى آخر تفاصيل مشروعه عام 1970!
الجماعة يا شبابها يحكمون بالسمع والطاعة، إنما ناصر رحمه الله كان يريد أن نصبح جميعاً شركاء فى وطن دون إقصاء!
بالعربى كده.. لا أظن أن كل من ذكرتهم وغيرهم وغيرهم وغيرهم يجاملون ناصر؟!
لا أظن أن هناك من يجامل رجلاً ميتاً!
لا أظن أن ناصر المحبوب فى أغلب أرجاء المعموة يكون مثلاً قد قدم رشاوى لكل هؤلاء!
لا أظن أنه يرشى شعوباً بأكملها!
آه شعوب.. ففى سوريا حملوا سيارة ناصر المكشوفة على الأعناق، وفى لبنان أكبر تمثال فى «الروشة» على المتوسط لهذا الزعيم الذى كان يحلم بأن تصبح مصر أسداً وليس نمراً اقتصادياً!
لكن ناصر لم تكن عنده لجنة سياسات!
ناصر لم يكن عنده لا شاطر، ولا بلتاجى، ولا مرشد إلا المواطن والوطن!
ناصر يا سادة لو تعلمون هو من حرر أهلكم ودفع بكم للصفوف الأولى.. ولو عايزين تعرفوا إزاى يا جماعة.. نقول لحضراتكم برضه!
يكفى أن يذهب أحدهم إلى بلاد بره ليقول: لا أحب ناصر اللى عايز الناس كلها شبه بعضها، وعايز اشتراكية واقتصاد وطن، لكى تجد فرصة تقبض فيها ملايين!
د. مرسى هذا جمال عبدالناصر يا ريس.. وهذه ثورة 23 يوليو 1952.. لن ينال منها أحد.. واسأل جماعة المنشية.. هو أنتم عايزين إيه بالضبط.. ده تاريخنا.. فلن تعبثوا به.. أما إذا أردت أن نقول لك ما الستينيات، وما أدراك ما الستينيات.. فسنقول: الستينيات جعلت منكم قيادات، بل دفعت بكم كما قلت إلى الصفوف الأولى.. لن تمنعونا من الفرحة.. وتذكر سيادة الرئيس رجالا من جيش تخرج منه عبدالناصر سلموك الثورة.. وتذكر أن ثورة 52 وثورة 2011 لن تُختطفا.. الثورة قائمة والكفاح دوار!