كمال حبيب

رمضان كريم

الأحد، 22 يوليو 2012 08:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، هلال خير ورشد، ربى وربك الله.. هكذا كان يقول النبى صلى الله عليه وسلم حين يطلع هلال الشهر، وهو ما يعنى وحدة العلاقة بين الإنسان والكون، دون فصام نكد أو عناد طفولى سقيم. رمضان شهر الصيام، شهر السر بين العبد وربه، «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به»، أى أن الصيام هو عنوان الإخلاص بين العبد وربه، والصيام هو الامتناع أو الكف، وتلك قدرة مهمة يجب أن يتعود عليها الإنسان، وفى الحديث «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إنى امرؤ صائم»، أى أن الصيام وقاية للعبد من الانجراف لضعف الذات وهوى النفس، فهو ينتصر على النفس ونزقها وغرورها، ويعودها على أن تتواضع، فإذا شتمه أحد أو سبه، فإنه يتحصن بصومه قائلا إنى امرؤ صائم، أى أن صيامى يمنعنى. إذن فالصيام مدرسة تعويد النفس على قوة الإرادة والكف والمنع.
وفى الحديث أيضا «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه»، وهذا يعنى أن الصيام ليس معناه فقط الامتناع عن الطعام والشراب والجنس من أول الفجر وحتى المغرب، إنما هو تجلٍ يظهر فى المجال العام الذى يتحرك فيه الإنسان، بمعنى أن الله يريد من الإنسان الصائم أن يدع قول الزور، وقول الزور الكلام المائل المجانب للحق والصواب، وظنى أن أكثر الناس حاجة للوقوف عند هذا المعنى هم الإعلاميون المزيفون الذين يستخدمون برامجهم منصات لإطلاق قذائف يختلط فيها الحابل بالنابل، والزور بالفتنة، وأظن أن عمل الزور هو ما يقوم به السياسيون من ترصد لبعضهم، وتصفية حسابات كل فريق مع الآخر، فالصيام معناه ممارسة فى الواقع محورها الرئيسى «ترك قول الزور والعمل به».

نقول «رمضان كريم» لأن النفوس تنهض فيه للقيام بما لم تكن تفعله فى غيره، فتجد المتصدقين والمتصدقات، وتجد القوّامين والقوّامات، وتجد المحسنين والمحسنات كما فى الحديث «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين»، وهو ما يعنى أن رمضان باب واسع لفعل الخير الإنسانى، بحيث تظلل الناس فيه الرحمة وتفتح لهم أبواب البركة.

أرجو للشعب السورى نصرا مبينا فى هذا الشهر الكريم على نظام الأسد الطاغية، وأرجو لبلادى توافقا ونهضة تخرجها من الاستقطاب إلى الوحدة، ومن الترصد إلى التعاون، ومن الكراهية إلى المحبة، ومن التعصب إلى التسامح. إننى أرجو أن يكون شهر رمضان بداية نقف فيها جميعا مع أنفسنا لنكف عن التناحر والخصام والشقاق، ونسعى لتأسيس أرضية من التوافق ننطلق بها إلى تحقيق أهداف ثورتنا العظيمة. آمل أن ينجز الرئيس تشكيل الحكومة فى هذا الشهر، كما آمل أن يعود كل إلى عمله، خاصة الشرطة التى تبدو كأنها فى حالة عصيان، كما آمل أن تتعاون أجهزة الدولة المختلفة لإنجاز برنامج الرئيس فى المئة يوم الأولى لحكمه. رمضان كريم، وكل عام وجميع المصريين بخير وعافية، وكل أوطاننا العربية والإسلامية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة