هناك شباب من بعض الحركات السياسية التى شاركت فى ثورة يناير يتوهم أنه يحتكر صكوك الوطنية وأختام الثورة، ويشعر أنه أصبح أحد أبطالها من كثرة ظهوره فى الفضائيات وباقى وسائل الإعلام التى صنعت نجوما زائفة وائتلافات وهمية تتحدث باسم الثورة بعيداً عن الشعب البطل الحقيقى فى نجاح الثورة وزوال النظام السابق. هؤلاء الشباب أو بعضهم يتصور أن ما تحقق فى ثورة يناير لم تسبقه إليها ثورة أخرى فيبدأ فى الشطط والشطح وينادى بإلغاء تاريخ ما قبلها ويطالب بإلغاء الاحتفال.
هذه النغمة التى بدأ البعض يرددها من «ثوار الفضائيات» وأصحاب البطولات الزائفة والوهمية والتى تطالب بإلغاء الاحتفال بالعيد الوطنى للمصريين بمناسبة ثورة 23 يوليو المجيدة هى نوع من العبث والمراهقة الثورية من شباب لا يدرك ولا يعى قيمة وعظمة ثورة مثل ثورة 23 يوليو وما حققته من إنجازات عملاقة ليس فى مصر فقط بل فى دول العالم الثالث، ولا يرى فيها سوى أنها ثورة «عسكر» فقط على أساس أنهم اعتبروا الجيش المصرى، مدرسة الوطنية المصرية، بعد 25 يناير هو عدوهم الأول والوحيد الذى يريدون هدمه وإلغاءه وشطب كل بطولاته وانتصاراته على مر التاريخ!
وربما تكون مثل هذه الدعوات مثل التى أطلقها أحد الشباب المنتمى لحركة 6 أبريل دون وعى بخطورة دعوته تحقق أغراض جماعة الإخوان المسلمين فى التخلص من يوليو وذكراها والاحتفال بها كمقدمة لحملة هجوم شعواء على ثورة يوليو وقائدها كما حدث فى السبعينيات بالتوافق بين السادات والجماعة التى خرجت من السجون لتنتقم من 23 يوليو وزعيمها جمال عبدالناصر بافتراءات وأكاذيب وقصص وروايات ملفقة.
علينا الحذر من مثل تلك الدعوات المغرضة ورفضها، فهى تدعو للانشقاق والفتنة، فثورة يوليو وثورة يناير وما قبلهما سطور نضال متصلة فى تاريخ مصر الوطنى الذى ساهم فى صنعه الشعب وجيشه.
ومن يدعو إلى إلغاء الاحتفال بعيد ثورة يوليو واعتبارها شرعية عسكرية يجب القضاء عليها بعد قيام ثورة يناير التى أسست لشرعية الجماهير فإنه لا يعى ولا يدرك أنه يدعو إلى إلغاء حقبة تاريخية شامخة مازالت هى الحدث الأهم فى تاريخ مصر، ويدعو، من حيث لا يدرى، إلى وضع ثورات الشعب المصرى فى مواجهة بعضها البعض وعقد المقارنات فيما بينها.
فسوف تظل ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبدالناصر باقية فى وجدان وأعماق الشعب المصرى وتظل ذكراها عيدا وطنيا يعتز به المصريون فى 23 يوليو من كل عام.