أكرم القصاص

عمر سليمان.. أوهام أخرى

الثلاثاء، 24 يوليو 2012 08:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما قلنا فقد كان رحيل اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات السابق مناسبة لمزج الواقع بالخيال، وابتكار مؤامرات، لتفسير موت الرجل، بعد أن بالغوا فى تصوير قوته وغموضه، صعب عليهم أن يموت الرجل بشكل يخلو من الغموض.

وبعد أن حملوه المسؤولية عن الانفلات والتصادمات، خلال الشهور الماضية، والخطط التى كانت مجرد خيال. فضلا على أن أصحاب نظريات المبالغة الدرامية ممن تربوا على أفلام هوليود وألغاز التسالى عادة ما يناقضون أنفسهم. فهم يقولون إن عمر سليمان كان حليفا لأمريكا ثم يتهمون أمريكا بالتخلص منه.. كانوا يتهمونه بالتخطيط للبقاء، ولا يرون أنه عجز عن إدارة المرحلة الأخيرة من نظام مبارك، ولو كان بالفعل قادرا على التخطيط السياسى ربما لاستطاع أن يستمر بعد تنحى مبارك، لكنه انسحب واختفى ليظهر فى الترشح لانتخابات الرئاسة ويعود للاختفاء.

كان عمر سليمان من الأسماء التى طرحها الكثير من أعضاء النخب السياسية وبينهم من كانوا معارضين لمبارك، رأوا أن تعيين سليمان نائبا وأحمد شفيق رئيسا للوزراء ينهى التوريث، ويمثل خطوة متقدمة لمبارك، لكن مبارك ظل خارج التفاعل حتى انتهى نظامه تماما يوم 28 يناير، ولم يعد ممكنا قبول ما كان مطروحا من قبل، كان عمر سليمان وأحمد شفيق فى الواقع ضحايا لمبارك، الذى أخرجهما بعد فوات الأوان، وحرقهما فى محاولة لإنقاذ نفسه.

ولو كان عمر سليمان رجل سياسة ربما انقلب على مبارك مبكرا، لكنه لم يفعل وخرج من اللعبة خاسرا، بما يؤكد أنه لم يكن بالقدرات الخارقة التى يتحدث عنها أنصار نظريات الخيال المسلسلاتى، بل إنه كان جزءا من نظام تكلس وفقد القدرة على التفاعل مع المتغيرات.

الوهم الآخر الذى يردده البعض هو تحميل عمر سليمان وحده المسؤولية عن فشل ملفات خارجية فى فلسطين والسودان، بينما هو كان رئيسا لجهاز معلومات، وقد فشلت سياسات مبارك الأفريقية بسبب توجهاته وافتقاده لمشروع، وعدم قدرته على التعامل مع المتغيرات الدولية. ولا ننسى أن الانفصال فى السودان كان بسبب سياسات البشير والصراعات العرقية والطائفية والدينية، فضلا على تدخلات دولية وإقليمية كبيرة. أما الملف الفلسطينى فهو أحد الملفات المعقدة، وكان مبارك يتعامل معه إقليميا ودوليا، بناء على العلاقات مع أمريكا وإسرائيل، وجزء من هذا الملف كان عمر سليمان. ويتجاهل بعض المحللين أن القضية تعقدت منذ تحارب الفسطينيون أنفسهم، وانفصلت حماس فى غزة وبقيت فتح فى الضفة، وكانت المخابرات تدير حوار مصالحة، لم ينته حتى الآن. ولم يختلف الوضع مع تغير الرئيس، وهناك حسابات ومصالح لحماس وفتح، واتصالات مع أمريكا وإسرائيل بعضها معلن وبعضها خفى تديره أجهزة تحت تحكم الرئيس.

ولعل النظر لعمر سليمان مثل كل القضايا بدون تهويل أو تهوين يجعل هناك إمكانية للفهم بعيدا عن الأوهام.. وللحديث بقية.

◄عمر سليمان.. الحقيقة والوهم





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة