أكثر الوزراء المطلوب رأسهم الآن هو وزير الكهرباء الدكتور حسن يونس ولو كنت مكانه لتقدمت باستقالتى على الفور مع أول انقطاع للكهرباء ولا أنتظر استقبال لعنات ودعوات الناس فى هذا الشهر الكريم التى يتقبل الله فيها دعوة المظلومين من الفقراء والمساكين فى القرى والمناطق الفقيرة التى تعانى من الانقطاع اليومى المتكرر للكهرباء منذ بداية الصيف ثم زادت المعاناة مع شهر رمضان.
الدكتور حسن يونس عليه أن يعفى نفسه من المسؤولية لأن الأزمة الحالية لا تحتمل مزيدا من الهروب من المسؤولية عن انقطاع التيار والفشل فى توفير أبسط احتياجات الناس من الطاقة، والدخول فى مهاترات كلامية واتهامات متبادلة مع وزارة البترول فى سيناريو يتكرر سنويا حتى قبل 25 يناير وكان شيئا لم يتغير، ربما يكون المتغير الوحيد هو زيادة معاناة الناس رغم فواتير التحصيل التى تتأخر الوزارة أو الشركة القابضة عن تحصيلها والتى لا نعرف أين تذهب حصيلة هذه الفواتير إذا كان الناس لا يحصلون فى مقابل الدفع على الخدمة وتلبية احتياجاتهم وحل مشاكلهم.
والوزير أو المسؤول الذى يفشل فى تنفيذ متلطبات وظيفته ومهامه لا يستحق أن يبقى فى منصبه، وعليه أن يعتذر عن منصبه ومهام وظيفته احتراما لذاته واعتذارا للشعب. ولا أقصد هنا فقط الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء بل كل المسؤولين والوزراء الذين ثبت فشلهم فى خدمة الشعب خلال الفترة الماضية ولم يتقدموا باستقالتهم وينتظرون التغيير الوزارى أو الحكومة الجديدة، لكن الدكتور يونس فى وجه المدفع رغم أنه من أقدم الوزاراء الحاليين- تم تعيينه وزيرا للكهرباء عام 2001- لأن كوارث الكهرباء مازالت مستمرة فى كل مناطق مصر خاصة فى المناطق الفقيرة والقرى بحجة ترشيد الاستهلاك، وكأن الفقراء مكتوب عليهم قبل يناير وبعدها دفع ثمن عجز وفشل الحكومة فى توفير الكهرباء.
وإذا كنا عاجزين حتى الآن عن توفير الكهرباء لأفراد المجتمع والتى هى أبسط حقوقه وضمان عدم انقطاعها، فكيف سنوفر الطاقة لمشروع «النهضة» الذى تم انتخاب الرئيس محمد مرسى على أساسه رئيسا للجمهورية، فالكهرباء هى الركيزة الأساسية فى تنمية العديد من المجالات الحيوية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية وهى أحد مقاييس تقدم ورفاهية الشعوب والمجتمعات، والدول المحترمة التى تسعى للنهضة والتنمية تتخذ كل الضمانات لاستقرار التغذية الكهربائية واستمرارها بدون انقطاع مع الاستخدام الأمثل لكل الموارد وتطوير القطاع تطويرا شاملا والإسراع بتوسيع مصادر الكهرباء وتعددها فأين هى الخطط الاستراتيجية لتوفير الطاقة للناس أولا ثم لمشاريع «النهضة»؟