هناك مواقف وأحداث جسام وقعت فى الشهر الكريم رمضان، وكان لها أثر كبير فى التاريخ الإسلامى، وسلط علماء المسلمين وكتاب التاريخ الضوء عليها، وبمناسبة الشهر الفضيل ننشر أهم الأحداث التى وقعت فى اليوم الثانى من رمضان.
نزول التوراة على موسى عليه السلام: تكاد تتفق المراجع التاريخية على أن التوراة - وهى الكتاب الذى أوحى الله به إلى موسى عليه السلام ـ نزل من السماء لست ليال سبقن من رمضان.
سنة 22هـ انطلقت سرية من سرايا الإسلام صوب أهل أرض النوبة بعد دخول مصر فى الإسلام، أرسلها عمرو بن العاص بقيادة عقبة بن نافع، اشتبكت مع القبائل فى تلك المناطق إلى أن عقد عثمان بن عفّان {رضى الله عنه} صلحاً معها.
فتح السند على يد محمد بن القاسم الثقفى، الذى ولد سنة 72هـ بمدينة الطائف، كان جده محمد بن الحكم من كبار الثقفيين. وفى سنة 75هـ صار الحجاج بن يوسف الثقفى والياً على العراق والولايات الشرقية التابعة للدولة الأموية فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، فعيَّن الحجاج عمَّه القاسم واليًّا على مدينة البصرة، فانتقل الطفل محمد بن القاسم إلى البصرة، حيث يحكمها والده، ثم بنى الحجاج مدينة واسط التى صارت معسكرًا لجنده الذين يعتمد عليهم فى الحروب، وفى هذه المدينة وغيرها من العراق نشأ محمد بن القاسم وتدرب على الجندية، حتى أصبح من القادة المعروفين وهو لم يتجاوز بعد 17 عامًا من العمر.
وكان محمد بن القاسم يسمع كثيرًا عن بلاد السند، ولم تكن تلك البلاد فى ذلك الحين غريبة على المسلمين، فقد كان لهم فيها سابقة من غزوات فى عهد الخليفتين عمر وعثمان رضى الله عنهما، ثم زاد اهتمام العرب ببلاد السند حين قامت الدولة الأموية على يد الخليفة معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما عام 40 هـ حتى نجح فى فتح (إقليم مكران) الذى كان يحكمها الولاة الأمويون بعد ذلك بصفة مستمرة.
ثم حدث عام 88 هـ أن سفينة عربية قدمت من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات، وقد مات آباؤهنَّ ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة فى العراق، ورأى ملك سيلان فى ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك، وبينما كانت السفينة فى طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها، وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة، ولكنه اعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة هم لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الديبل.
الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمى، والثانية بقيادة بديل البجلى، ولكن الحملتين فشلتا، بل قتل القائدان على يد جنود السند، ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونون فى سجن الديبل، ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب، وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج فى إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد التى كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند.
فقرر الحجاج فتح بلاد السند كلها، وقد وقع اختياره على محمد بن القاسم الثقفى ليقود الجيش، وتحرك محمد بن القاسم بجيشه المكون من ستة آلاف مقاتل من العراق إلى الشيراز عام 90هـ، وهناك انضم إليه ستة آلاف من الجند، وبعد ذلك اتجه نحو بلاد السند، فبدأ بفتح مدينة بعد مدينة لمدة عامين، حتى التقى الجيش الإسلامى مع الجيش السندى بقيادة الملك داهر، فى معركة مصيرية عام 92هـ ، فانتصر المسلمون، وقتل ملك السند فى الميدان، فتم فتح السند واستمر محمد بن القاسم فى فتوحاته لبقية أجزاء بلاد السند حتى انتهى منها عام 96هـ، وبذلك قامت أول دولة إسلامية فى بلاد السند والبنجاب أى بلاد باكستان الحالية.
وفى سنة 91هـ ــ طريف بن مالك يشّن غارة على الساحل الأسبانى، عبر طريف بن مالك المضيق الأسبانى بمائة فارس وأربعمائة جندى ونزل فى مكان يُسمى حتى الآن باسمه وهو {تاريفا}.
وأغاروا على المناطق التى تليها بالجزيرة الخضراء وعادوا سالمين، بعد ذلك تبيّن للقائد موسى بن نصير ضعف القوات الأسبانية، فجهز جيشاً قوامه سبعة آلاف محارب بقيادة قائده ونائبه على طنجة طارق بن زياد بعد سنة من هذا التاريخ، والغريب أن حملات فتح الأندلس قد حدثت فى رمضان مدة ثلاث سنوات، فى رمضان 91 للهجرة رمضان 92 للهجرة رمضان 93 للهجرة، الأولى كانت بقيادة طريف والثانية بقيادة طارق والثالثة موسى بن نصير.
سنة 223هـ ــ فتح عمورية: لبَّى الخليفة العباسى المعتصم نداء طلب النجدة فى عمورية وفتحها.
سنة 532هـ ــ أول نصر للمسلمين على الصليبيين: حدث أول نصر للمسلمين على الصليبيين بقيادة عماد الدين زنكى شمال الشام بحلب.
سنة 1300هـ ـ اجتماع الجمعية العمومية المصرية من ممثلى الأمة فى أثناء الثورة العرابية، وإعلانها الوقوف مع أحمد عرابى، ووقوفها ضد قرارات الخديوى توفيق، لأنه انحاز إلى الإنجليز، وتواطأ معهم ضد بلده.
سنة 1358هـ ـ المناضلون الليبيون فى الخارج يعقدون اجتماعًا فى الإسكندرية يجددون فيه البيعة لـمحمد إدريس السنوسى بالإمارة فى ليبيا.
فى السادس والعشرين من رمضان من سنة 542 توفى فى بغداد، عن 92 عاماً، الإمام النحوى الشريف أبو السعادات هبة الله بن على، المعروف بابن الشَجَرى، أحد أئمة اللغة والأدب وأحوال العرب، كان أوحد زمانه وفرد أوانه فى علم العربية ومعرفة اللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها.
ولد ببغداد لأسرة تنتمى إلى جعفر بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب، وكان نقيب الطالبيين بالكرخ، قال ياقوت الحموى: الشجرى نسبة إلى شجرة وهى قرية من أعمال المدينة المنورة منها أهل أمه، وقال السيوطى فى لب اللباب فى تحرير الأنساب: أما ابن الشجرى النحوى: فإلى شجرة كانت فى دارهم ليس فى البلد غيرها.
أخذ اللغة عن الشريف يحيى بن محمد ابن طباطبا العلوى الحسنى المتوفى سنة 478 وغيره، وقرأ الحديث متأخراً بنفسه على جماعةٍ مثل المحدث أبى الحسين ابن الطيورى، المبارك بن عبد الجبار الصَيرفى المتوفى سنة 500، وأبى على محمد بن سعيد بن سهلٍ الكاتب.
موضوعات متعلقة:
حدث فى 5 رمضان.. مولد عبد الرحمن الداخل مؤسس الدولة الأموية بالأندلس.. ودخول المعز لدين الله الفاطمى للإسكندرية.. وانتصار طارق بن زياد بمعركة وادى ليكا.. ومجزرة صهيونية بقيادة موشيه دايان بمدينة اللد
حدث فى 6 رمضان.. نزول التوراة على موسى كليم الله.. وعقبة بن نافع يفتح أرض النوبة.. ومحمد بن القاسم يفتح بلاد السند.. والخليفة العباسى المعتصم يفتح عمورية.. وطريف بن مالك يشّن غارة على ساحل أسبانيا
الأربعاء، 25 يوليو 2012 09:41 ص
منطقة النوبة فى مصر - صورة أرشيفية
إعداد محمد فهيم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة