يوما بعد يوم، يفوت الرئيس محمد مرسى الفرص التى تلوح له ليكون رئيسا لكل المصريين، مقابل إثبات ولائه الحزبى والسياسى لجماعة الإخوان، ففى أيام قليلة غاب مرسى عن حدثين كبيرين أولهما جنازة اللواء عمر سليمان الرجل الوطنى المشهود له بخدمة بلاده كجندى مقاتل فى القوات المسلحة والمخابرات، واكتفى مرسى بإرسال مندوب عنه الأمر الذى تسبب فى استهجان شعبى كبير عبر عنه المشاركون بالجنازة فى هتافهم ضد الرئيس، أما الحدث الثانى فكان الاحتفال بذكرى ثورة التحرر الكبرى فى 23 يوليو التى نقلت مصر من عصر إلى عصر جديد، واكتفى فيها مرسى بإلقاء بيان باهت لم يأت فيه على ذكر الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ولو بذكر مآثره وأخطائه والتأكيد على إنجازاته مع التعهد بعدم تكرار الأخطاء.
كان بمقدور الرئيس أن يرفع رصيد شعبيته كثيرا وأن يتقدم بخطوات عملية فى طريق المصالحة الوطنية وتحقيق الاصطفاف الوطنى، وعدم الاكتفاء بترديد الكلمات الحماسية فى خطاباته لو شارك بنفسه فى جنازة اللواء عمر سليمان ليؤكد أن مصر تحتفى برجالها المخلصين حتى لو شاءت الظروف أن تكون فترة خدمتهم فى عصر ضربه الفساد وثار عليه الشعب، وكان بمقدوره أن يزور ضريح الزعيم جمال عبدالناصر ليؤكد أن الثأر الإخوانى لدى العهد الناصرى لا مكان له فى مؤسسة الرئاسة وأن موقع الرئيس فوق كل الأحزاب والجماعات فى بداية الجمهورية الثانية.
خطورة ما يفعله الرئيس مرسى أنه يتراجع يوما بعد يوم إلى مربع حزبه وجماعته متخليا عن مشروع المصالحة الوطنية الذى لا يمكن أن يتم بالكلمات الانفعالية وإنما بالمبادرات الشجاعة لاحتواء الأبرياء والشرفاء ممن خدموا فى دولاب عمل النظام السابق أو شاركوا فى حزبه السياسى دون أن يتورطوا فى فساده.
وخطورة ما يفعله الرئيس أيضا أنه يتخلى عن ناخبيه من التيارات الأخرى الذين منحوه أصواتهم ومتخليا عن روح ميدان التحرير الذى ذابت فيه كل التيارات السياسية فى لحظة فارقة من تاريخنا، وهذه اللحظة هى التى جاءت به رئيسا لكل المصريين وليس لحزب أو جماعة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة