أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

شهداء «سياسات مبارك الصحيحة»

السبت، 28 يوليو 2012 01:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
.. مات عم مدحت بعد نشر مقالى بأيام، متأثرا بجراحه وماتت قضيته بعد أن تآمر الجميع علينا ودفنوها شر دفنة، ولم يهتم بالقضية أحد سوى المحامى خالد على المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الذى أيقظه صديقى «محمد هاشم» صاحب دار ميريت من نومه بعد أن قرأ المقال ليتبنى قضية «عم مدحت» فرحب «على» بتوليها بنفسه طالبا شهادة موثقة من زملائه بالواقعة، وانتظرنا أن يحضر زملاؤه الشهادة، لكنهم ذهبوا ولم يرجعوا، ولست هنا لألوم على زملاء «عم مدحت» فهم أيضا معذورون، لديهم أبناء ويخافون على مستقبلهم، وغاية ما كانوا يتمنونه هو أن «تراضى» الشركة أبناء عم مدحت وقد حدث.

حدث أيضا أنى فتحت عينى أمس على خبر نشرته جريدة التحرير عن أم ماتت تحت أقدام الفقراء وهى تزاحم من أجل الوصول إلى «شنطة رمضان» التى كان يوزعها أحد الميسورين فقتلتها أرجل الفقراء دهسا، حيث لا يصبح وصف «المطحونين» الذى يطلقه الساسة على أبناء هذا البلد مجازا، بل هو الحقيقة عينها، مطحونون نحن تحت أرجل بعضنا البعض، لتموت مصر كما قال جمال بخيت «فى معركة مفيهاش ولا طيارات ولا جيش.. وانتى فى طابور العيش.. بتبوسى إيد الزمن ينولك لقمة» وكنا قد تخيلنا أن تلك القصيدة ستنضم إلى المأثورات التاريخية التى تصف حال مصر قبل الثورة، واستعددنا لاستقبال نوعية أخرى من القصائد تمجد الثورة بحق، وتنمى الوطنية بصدق، وتعلى من شأن الوطن وعدالته واستقلاليته، لكن ها هم شهداء الفقر والحاجة والاعتراض على الظلم يتساقطون يوما بعد يوما، ليؤكدوا لنا بما يطرد الشك طردا أن شيئا لم يحدث، أن الفقير مازال فقيرا وسيبقى، وأن الأغنياء مازالوا أغنياء وسيبقون.

أستطيع أن أؤكد لك وأنا مغمض العينين مطمئن القلب أن نجاة «شهيدة شنطة رمضان» و«عم مدحت» شهيد الخصم الجائر من مرتبه وغيرهم كثير ليسوا الأوائل فى مصائبهم ولن يكونوا الأواخر، وأقسم لك أن شوارعنا ومستشفياتنا ومصانعنا وبيوتنا تشهد كل يوم عشرات الوفيات جراء الفقر المدقع والظلم البين واختفاء العدالة الاجتماعية من حياتنا، فى ظل دولة جديدة – أتت بعد ثورة عظيمة – لا ترى من الفقراء إلا ديكورا عبقريا لمشهد مؤثر فى مسرحية تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا تحسب أننى أصف دعاوى تطبيق الشريعة التى يرددها الإخوان وأصدقاؤهم من السلفيين بالمسرحية ظلما، لكنى لا أستطيع إزاحة صورة الرئيس محمد مرسى وحوله رجال الأعمال من الفاسدين فى عهد مبارك من خيالى، وكذلك لا أستطيع أن أنسى تصريح رجل الأعمال الإخوانى «حسن مالك» لوكالة رويترز الذى بعث من خلاله برسالة تطمين للمجتمع الرأسمالى العالمى مخبرا إياهم بأنه سيسير على نهج مبارك فى السياسة الاقتصادية، ومادحا خطوات وزير الصناعة الفاسد «رشيد محمد رشيد» فى ما أسماه إصلاحا اقتصاديا، قائلا بالحرف الواحد: «سياسات مبارك الاقتصادية صحيحة» مبررا وجه اعتراضه الوحيد عليها بالقول إنها قد شابها «الفساد والمحسوبية» ما يعنى أن ما سيجرى فقط هو توسيع قاعدة المستفيدين من رجال الأعمال، وليذهب الفقراء إلى الدهس غير مأسوف عليهم، ليتحقق قول الإمام على رضى الله عنه «ما اغتنى غنى إلا بفقر فقير».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو سلمى

مالعن من ستى اللا سيدك

لاتغير لاتحرير لاامل الا فى ثورة الجياع

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

هذا مصير من يسلم بلاده للسلفيين والإخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالمطلب / اســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان

دولة الخلافة .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة