ناجح إبراهيم

الرئيس مرسى فى أول أيامه

الثلاثاء، 03 يوليو 2012 02:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تولى د.مرسى الرئاسة رسمياً يعنى أن مصر ودعت الحكم العسكرى إلى غير رجعة.. بعد 60 عاما كاملة.. كانت فيها أيام حسنة وجيدة مثل أيام حرب أكتوبر وبطولاتها والصمود والتصدى والرجولة فى حرب الاستنزاف مع بطولات الجيش والشعب أثناء العدوان الثلاثى ومجانية التعليم والعدالة الاجتماعية فى الستينيات وإن شابها التأميم.

وكانت فيها أيام سوداء بتزوير الانتخابات وسجن وتعذيب وإقصاء وقتل المعارضين وغياب الديمقراطية وتداول السلطة وتزاوج المال مع السلطة زواجا غير شرعى أنجب الفساد والرشوة.. وفساد معظم مؤسسات الدولة ومحاولة التوريث فى عهد مبارك.. إلخ.. المهم أننا نبدأ الآن عهدا جديدا.. ونأمل أن تكون كل أيامه حسنة وبيضاء على الشعب المصرى كله.

أول مرة يتولى رئاسة مصر أحد أبناء الحركات الإسلامية.. وهذا يتوج كفاح هذه الحركات الإسلامية ومنها الإخوان طوال قرابة ثمانين عاماً ومنذ سقوط الخلافة العثمانية. وخلال هذا الكفاح العظيم قدم أبناء الحركات الإسلامية عشرات الآلاف من المعتقلين وعذب عشرات الآلاف منهم وقتل الآلاف وأعدم المئات منهم.

والآن تأتى ساعة الاختبار بالسلطة.. وهو أشد من الابتلاء بالمحنة.. فابتلاء السلطة لا يصمد أمامه إلا شوامخ الرجال الذين يقولون للدنيا ما قاله الإمام على «يا دنيا غرى غيرى».. وأسأل الله أن يصدق ويصمد أبناء الحركة الإسلامية فى السلطة كما صمدوا وصدقوا فى المحنة.. فلا يصمد أمام مغريات السلطة سوى الصديقين فـآخر ما يخرج من نفوس الصديقين حب الرئاسة».

الفرق بين خطب د.مرسى وهو مرشح وخطبه بعد أن أصبح رئيساً هائل.. يمثل الفرق بين القائد فى التنظيم ورئيس الدولة بكل أطيافها.. وبين الجماعة ذات الطيف المسلم الواحد وبين الدولة ذات الأطياف والمؤسسات المختلفة والعلاقات الدولية المتشابكة والمعقدة.. وبين الثائر الذى يخاطب عواطف الناخبين وبين رجل الدولة المسؤول عن كل كلمة لأنها تؤثر فى مستقبل مصر السياسى والعسكرى والاقتصادى والاستراتيجى.

خطب د.مرسى الثلاثة بعد وصوله إلى الحكم كانت تصالحية مع الجميع.. تجمع ولا تفرق.. تتلاقى ولا تتصادم.. فقد تصالح مع الأزهر بالصلاة هناك مقرا بمرجعية الأزهر الوسطية التى هى أقوى من أى مرجعية إسلامية.. واستمع من د.القوصى وهو يخطب على المنبر مؤكدا ً على هذا المعنى بقوله:

«إن الأزهر فوق متغيرات الزمن.. فلا جهة تنافسه أو تنازعه مكانته».. وهذا معناه أن مكانة الأزهر ومرجعيته سابقة على كل الرؤساء.. وباقية بعد كل الرؤساء. كما صالح د.مرسى الجيش وقيادته حينما قال «المجلس العسكرى وفى بعهده ووعده» وأن الجيش فى قلبه.. وأنه لو يملك أن يحييه لحياه.

وفى الوقت نفسه اعتبر الجميع أن التحية العسكرية التى أداها المشير طنطاوى وعنان للرئيس الجديد بمثابة صك التبعية الإدارية والوظيفية من الجيش كله للرئيس الجديد.. وأن الجيش لم يكن ليخاف على نفسه من د.مرسى بشخصه ولكنه كان يخاف من تدخل آخرين لا يحترفون العمل العسكرى فى عمله.

وصالح د.مرسى الشرطة وطمأنهم أنه ما جاء لينتقم من أحد أو ليقصى أحدا. وصالح القضاء فى المحكمة الدستورية لتتم المصالحة الوطنية بكل أضلاعها.

أفضل ما فى خطب مرسى بعد توليه السلطة أنه يتحدث عن المستقبل أكثر مما يتحدث عن الماضى وأحزانه وشجونه.. وهذا واجب المسؤول عن وطن يحتاج إلى أن يحتضن كل أطيافه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة