وسط أجواء التخوين والتشويه والخصومات الفاجرة بين التيارات السياسية والقيادات الحزبية، ووسط هذه الصورة التى يظهر فيها المتظاهرون فى ميدان التحرير أعداء للمتظاهرين أمام المنصة، أجدنى مضطرا للعودة بك إلى كلمات سابقة، كانت تدور حول تلك الخطة التى اجتمع لوضعها عدد من الأشرار داخل قبو مظلم لتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات.. نوبية فى الجنوب، وأخرى مسيحية فى الصعيد، وثالثة إسلامية فى شرق البلاد.
الكلام عن الخطة السابقة نشرته وسائل الإعلام فى بدايات أيام الثورة، وروج له بقايا النظام السابق، ويروج له الآن أنصار شفيق لإخافة الناس من وجود محمد مرسى على كرسى الرئيس
خطة التقسيم التى تم استخدامها لتخويف الناس من الثورة دون تقديم أى إشارة أو دليل، تبدو كفزاعة جديدة، يستخدمها البعض لتخويف الناس من محمد مرسى والإخوان.
مفاجأتى لك بعد كل هذا الكلام، هى أن خطة التقسيم التى تبدو جنينا مشوها خرج من بطن نظرية المؤامرة، موجودة فعلا وتحدث بشكل منظم، ولكن ليس كما يتم تحفيظها لجموع الناس وترويجها بينهم، خطة التقسيم الحقيقية التى يتم تنفيذها تتعلق بتقسيم المصريين وليس مصر، تقسيمنا نحن إلى ثلاث دويلات، الأولى تضم الخائفين.. هؤلاء الذين نجحوا فى إخافتهم من البلطجة والانفلات الأمنى والجوع القادم، فخرجوا ينادون بأن.. كفاية مظاهرات، ولنجلس فى بيوتنا، وندع أهل الحكم يتصرفون، ثم بدأوا معهم مرحلة تخويف جديدة من الإخوان، والخراب القادم على أيديهم، والثانية دولة أصحاب المصالح.. هؤلاء المتحولون الذين أغرتهم المكاسب السريعة، فتركوا مواقعهم فوق الجبل وهرولوا نحو الغنائم، أما الدولة الثالثة فهى للمحبطين.. هؤلاء الحالمون المحاصرون بالاتهامات والمصطلحات الشهيرة.. مافيش فايدة، وليس فى الإمكان أبدع مما كان، والشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية والصبر، وغيرها من الكلمات التى أصبح استخدامها مكررا فى وسائل الإعلام وعلى لسان السادة المسؤولين، كلما وجدوا شبابا متحمسا أو جماعة أو تيارا سياسيا يضع خططا طموحة، ويطلب توقيتات زمنية، ووعودا صريحة بالتنفيذ. هذه هى الخطة الحقيقية لتقسيم مصر.. تقسيمها بشريا وليس جغرافيا، وتقسيم البشر لو تعلمون أقسى وأخطر، لأن معه تبدأ حرب جديدة من الكراهية والتخوين، حرب بدأت نارها حينما جعلت كل فئة فى مصر لنفسها ميدانا هو الأطهر والأشرف من غيره، أصحاب المصالح فى مصطفى محمود، والخائفون فى روكسى وأمام المنصة، والمحبطون فى التحرير، ومن كل ميدان تنطلق مدافع الكراهية والتخوين واحتكار مصلحة وحب الوطن صوب الميدان الآخر، دون أن يعلم أحد أن تلك الدانات والقذائف تنزل على رأس الوطن بالخراب.
ملحوظة:
لم يتمالك الشيخ صفوت نفسه، ولم يتحمل نقدا صحفيا حول أزمة تقبيل اليد، وبدلا من أن يضرب مثلا فى رحابة الصدر، وتقبل الآخر، حتى ولو كان متحاملا كما يعتقد هو، ضرب لنا مثلا لنوع جديد من رجال الدين يردون النقد بشتائم، ويلجأون إلى تلك الجمل المحفوظة من نوعية «إذا خاطبك الجاهلون.. والقافلة تسير....».
ياشيخ صفوت الإمام النووى قال بكراهة تقبيل يد أصحاب السلطة والثراء، يا شيخ صفوت طالما ارتضيت لنفسك أن تلعب فى شوارع السياسة، فلا تطلب وقار المنابر، ولا تستغل ثوبك الدينى فى حماية أخطاء العمل العام.. ومن يرتضى العمل العام والعوم فى بحر السياسة، فلابد أن يرتضى بقواعد القبول والرفض فيها، لأنها قد تصل أحيانا للقذف بكل ما هو فاسد من طماطم وبيض.. وأشياء أخرى كما يحدث فى بلدان العالم المتحضر والمحترم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة