إلى الذين خرجوا على الفضائيات وفى بعض وسائل الإعلام المكتوبة يقللون من أهمية اللحظة التاريخية التى سلم فيها المشير طنطاوى وقيادات المجلس العسكرى السلطة إلى الرئيس المنتخب، أقول لهم: متى نتصرف كالكبار ونفهم كالكبار ونفكر كالكبار؟ إن ما حدث أمام عيوننا جميعا فى جامعة القاهرة وقبلها فى المحكمة الدستورية العليا وبعدها فى الهايكستب يؤكد لنا أننا أمام قادة عظام هم استمرار للمدرسة العسكرية المصرية التى حافظت على هذا البلد الأمين فى أصعب الأوقات وأخطرها.
هؤلاء القادة الذين تسلموا البلد بعد رحيل المخلوع وكان باستطاعتهم المضى بها فى أى اتجاه شاءوا عبر تأليف القلوب واستمالة العقول، وتأييد قوى الخارج التى تريد أن تظل مصر أسيرة معتقلة، لم يفعلوا سوى ما أعلنوا عنه فى اللحظات الأولى التى تسلموا فيها الأمانة، وكان اجتهادهم كله لصالح هذا الوطن، بما فى ذلك الخطوات التى لم يحالفهم فيها التوفيق.
هؤلاء القادة تحملوا مهانات الصغار وتجاوزات الصغار وفتاوى الصغار واستعراضات الصغار على الشاشات أو فى الميادين، كما واجهوا محاولات عديدية لتفجير هذا البلد من داخله وجره إلى حرب أهلية لإفشال النموذج الباهر للثورة، ولعلنا رأينا قمة جبل الجليد فى هذه المؤامرات التى انفجرت فى وجوهنا فى أحداث محمد محمود وماسبيرو وحريق المجمع العلمى دون أن ندرى سببا واضحا لها حتى راج مصطلح «اللهو الخفى» أو «الطرف الثالث» الذى يشعلها من مخبئه ولا يظهر فى الواجهة، ورغم ذلك تعامل قادتنا الكبار مع تلك الصغائر والمؤامرات بما يليق بخير أجناد الأرض من ثبات ومواجهة ومضوا إلى خطة تسليم السلطة واثقين من نصر الله إلى أن حانت اللحظة التاريخية التى رأينا فيها المشير طنطاوى، هذا القائد الكبير صاحب التاريخ الوطنى الحافل وهو يؤدى التحية العسكرية للرئيس المنتخب بعد أن أدى اليمين الدستورية وامتلك شرعية أن يكون رئيسا لجمهورية مصر العربية.
هذا بالفعل مشهد عظيم يؤكد أن بلدنا على الطريق السليم، مشهد يبعث على الفخر من ناحية وعلى الاطمئنان من ناحية أخرى، نفخر بجيشنا القوى صمام الأمان فى الشدائد ونطمئن على مسارنا فى المستقبل ما دام فينا قيادات تضع المصلحة الوطنية العليا نصب أعينها ولا مجال لديها للأهواء أو البحث عن مصالح شخصية.
تحية واجبة من القلب إلى خير أجناد الأرض الذين يحفظون العهد ويصونون الأمانة ويسهرون على حماية الشعب بمن فيه أولئك الذين تستهويهم شقاوة الأطفال فى قذف الإنجازات بالحجارة!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة