قبل ثورة يناير بأعوام كانت الزبالة فى مصر تشكل أزمة لدى الغالبية العظمى للشعب ويقولون أنها كانت تشكل رزقاً كبيراً لبعض محاسيب المقربين من النظام الذين حصلوا على مناقصات جمع زبالة مصر ولكنهم جمعوا فلوس الزبالة ولم يجمعوا الزبالة نفسها، أما الدولة نفسها ممثلة فى الحكومة فهى الأخرى جمعت الفلوس من المواطنين مضافة إلى فاتورة الكهرباء.. اختصاراً قبل الثورة الشعب كان يدفع ثمن جمع الزبالة وكثيرون كانوا يتكسبون منهم دون جمعها فعاش المصريون فى حالة مزبلة كبرى.
قامت الثورة على الظلم والفساد ممثلا فى أشخاص وسياسات وفى ختام الأيام الثمانية عشر للثورة ودون اتفاق مسبق، راح الشعب الثائر الفرح يكنس شوارع مصر فى إشارة لكنس فساد عام تصور أنه يرمز له بأزمة الزبالة، نزل الكبار والصغار والرجال والنساء والأغنياء والفقراء فى مشهد غير مسبوق أبكانى حينها وأشعرنى أن الآمال عريضة بالغد. ولكن مر أكثر من عام وسبعة أشهر ولعجبى مازالت الدولة تجمع أموال الزبالة على فاتورة الكهرباء وإذا لم تدفع يتم قطع الكهرباء عليك، وها هو برنامج محمد مرسى يطلب من الشعب أن ينظف البلد ويوزع أكياسا على الشعب للنظافة.. يا سلام أى مطلوب منى كمواطنة شريفة وعفيفة أن أدفع كل شهر تسعة جنيهات إضافة لفاتورة الكهرباء المقطوعة أغلب الوقت وكذلك أن أدفع للزبال المنزلى شهرية، ولزبالين الشوارع المنتشرين صدقة، ثم لكى أكون مواطنة متجاوبة أن أنزل من بيتى لأجمع القمامة لأن الدولة محتاسة فى شبر زبالة.
أنا أفهم أن تطلب الدولة والحكومة مساعدة الشعب فى أزمات خاصة كإضراب الزبالين كما يحدث أحيانا فى دول العالم المتقدم ووقتها تعفيهم من الرسوم ولكن أن يكون جزء من برنامج الدولة أن يعمل الشعب فى جمع الزبالة، هذا ليس من وظائف الشعب بل هى وظيفة دولة.
أنت كمواطن مطلوب منك مثل كل دول العالم أن تحافظ على نظافة موجودة بالفعل فتلقى بالزبالة فى أماكنها المخصصة لذلك وتدفع ما عليك من رسوم ولكن ما يحدث حالياً هو حالة استهبال من الدولة للشعب.
قبل الثورة مررت على كثير من مكاتب حقوق الإنسان ومحاميهم الذين يتصدرون المشهد الآن أطالبهم برفع قضية على محافظ الجيزة التى أسكن وأعمل بها ووزير الكهرباء ورئيس الوزراء آنذاك بسبب الزبالة، وحاولت إقناعهم بقضيتى باعتبارها قضية حقوق الإنسان فى أن يعيش فى بيئة نظيفة ولكنهم لم يهتموا لأنهم تصوروا أنها قضية ليس فيها أضواء كافية كالقضايا الأخرى الإعلامية التى كانوا يتصدون لها، وقد تصورت بعد الثورة أننى لست بحاجة لمثل هذا الفعل الذى لم يتم..ولكن تصوراتى أو طموحاتى للأسف بائت بالفشل فالدولة مازالت تبلطج وتجمع الأموال بل زادت بلطجة وتطالبنى أنا وأنت أن نعمل فى جمع الزبالة.. يا سلام!
والسؤال هل نحن بصدد دولة مدنية حديثة أم نحن بصدد مجتمع بدائى يطالب أفراده بجمع زبالته وإن كنا فى الحالة الثانية فلماذا تحصل منا الدولة فلوس الزبالة كل شهر، ثم ما هذه الدولة التى تغرق فى الزبالة وكأنها معضلة العصر وليس ثروة وأرسلوا فى طلب خبراء من الصين ربما يعينون دولة الزبالة على زبالتها!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة