وائل السمرى

بالحق وليس الحب يا مرسى

الثلاثاء، 31 يوليو 2012 02:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أحسب أن صديقى يمزح وهو يقول لى: حد يقول لمرسى كله بالحب بس مش أوى، فاستفسرت عن مغزى كلامه، فإذا به يقول لى إن مرسى قال فى برنامجه الإذاعى الذى يفطر عليه الصائمون بعد المغرب، ولو قدموا ميعاده دقائق لأفطر بسببه الصائمون قبل المغرب أيضا إن العدالة الاجتماعية تتحقق بالحب فى الله، وحبنا لبعض والتكافل والتراحم والإنفاق والزكاة والإحساس!!

كلام جميل أنتظر أن أسمعه من عمرو خالد أو معز مسعود، لكن لم أكن أتوقع أبدا أن أسمعه من رئيس دولة أطالبه بحقوق وأعلق على فترة رئاسته آمالا، ولا أعرف كيف لا يعرف الرئيس أن الحب غير متاح بينه وبين أكثر من %75 من الشعب، %25 عصروا على أنفسهم ليمونة لانتخابه، و%50 لم ينتخبوه أصلا، ولا أعرف كيف لا يعرف الرئيس أن عليه أن يبذل جهودا كبيرة حتى يرضى الشعب عنه، ثم جهودا أخرى حتى يقبله، ثم جهودا أخرى حتى يبلعه، ثم جهودا أخرى حتى يستسيغه، ثم جهودا أخرى حتى يعتاد عليه، وهذا أكثر ما يمكن أن يطمح فى الوصول إليه، أما الحب فهو بيد الله.

كذبت نفسى ومضيت أسمع ما تبقى من البرنامج لعل الرئيس يقدم ما هو مستحق للحب، فوجدته يعد المصريين بزيادة عدد المنتفعين بالتأمين الصحى «فى السنوات المقبلة» ورفع الضمان الاجتماعى «فى السنوات المقبلة» وحل مشاكل العمالة المؤقتة «فى السنوات المقبلة» وحل مشاكل الأسرة المصرية «فى السنوات المقبلة» والقضاء على ظاهرة أطفال الشوارع «فى السنوات المقبلة» وإنهاء العشوائيات «فى السنوات المقبلة» ولا شىء «الآن» ولا شىء حتى بعد «المائة يوم» التى وعد بها الرئيس، ولا شىء بجدول زمنى وتاريخ محدد وخطة مرسومة، ووقتها تأكدت أن السيد الرئيس فى طلبه للحب من الشعب يشبه الكثير من الشباب الذين يبنون آمالا عريضة مع الحبيبة «فى بيتنا إن شاء الله» ويرسمون أحلاما وردية «بكرة» وجدير بالذكر أن الكثير من هؤلاء الشباب يرسمون تلك الأحلام، وهم صادقون حالمون، وسرعان ما تتكسر أحلامهم على جدار الواقع، وكثير أيضا يكذبون ويكذبونك وهم واثقون أنهم «يسرحون» بالبنات.

لا يمكننى هنا إلا أن أقول للرئيس مرسى إن العدالة الاجتماعية لا تتحقق بالحب، ولكنها تتحقق بالحق، وحقنا الذى استحققناه بثورتنا أن نعيش فى وطن عادل يوزع ثرواته على أبنائه، ولست هنا ضد مبدأ «الصدقات والزكاة والتكافل» الذى يحكى عنه الرئيس، لكنى أؤمن بأن هذه الحلول ليست حلولا، فحقنا على وطننا أن نحيا فيه حياة كريمة، لا أن نتحول إلى شحاتين ننتظر إحسانا من هذا أو ذاك، ودعنى أصارحك يا سيادة الرئيس بأنى لا أثق فيك إطلاقا، ذلك لأنى أعرف أنك لا تملك أمرك، وأن إخوانك فى مكتب إرشاد الإخوان المسلمين وعلى رأسهم خيرت الشاطر هم من يديرون رأسك ويختبئون تحت ملابسك، وأعرف أيضا أنكم حينما كنتم فى مجلس الشعب المنحل لم تلتفتوا إلى العدالة الاجتماعية، وتركتم قانون التصالح مع رجال الأعمال الفاسدين على حاله حتى تمتع به رأس الفساد جمال مبارك ولم تسنوا من القوانين إلا ما يحقق مصالحكم ويملككم من الدولة ومؤسساتها مثل قانون العزل وقانون العفو عن الجرائم السياسية وقانون الشرطة الذى قدمتموه رشوة لرجال الداخلية حتى يمكنوكم من الدولة، فأرجوك اترك قصة «الحب الحب» و«الشوق الشوق» فلا أنت «الليمبى» ولا أدمغتنا «بولوبيف بولوبيف».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة