عادل السنهورى

تبرعوا للدكتور زويل

الثلاثاء، 31 يوليو 2012 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدكتور أحمد زويل قرر أن يخوض وحيداً معركة «البحث العلمى» فى مصر بعيدا عن الأوضاع السياسية الغامضة والمرتبكة حتى الآن، والصراع حول تقسيم الحقائب الوزارية فى حكومة الدكتور هشام قنديل، حتى إنه يظهر حالياً فى إعلان تليفزيونى لحث الناس على التبرع لمشروع مدينة العلوم والتكنولوجيا، والتى تسمى باسمه «مدينة زويل»، ومذكرا فى الإعلان بأن البحث العلمى السبيل الوحيد وطوق النجاه للتقدم نحو المستقبل، مثلما فعلت دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وماليزيا.

الدكتور زويل يمتلك من القدرة والإرادة والحماس، ما يجعله متفائلا بالبدء فى مشروع المستقبل لمصر،وتوفير الموارد المالية اللازمة له، خاصة أن هناك اهتماما مازال فى مراحله الكلامية من الرئيس والحكومة بمشروعه للبحث العلمى الذى نعتبره مشروعاً قومياً، وحلماً قابلا للتحقق، وإن كان هناك تخوف موروث من ممارسات البيروقراطية المصرية العتيقة، بأن يستقر ويثبت الدعم الحكومى والرئاسى عند مرحلة التشجيع والكلام فقط، والتعامل معه بمبدأ «العين بصيرة والإيد قصيرة» ولايجد الدكتور زويل نفسه سوى اللجوء إلى الناس لتمويل المشروع والتبرع له.

لكن مع تقديرى للإعلان التليفزيونى الذى يقوده الدكتور زويل بنفسه فى شهر رمضان، فالتبرعات وحدها لدعم المشروع لا تكفى، كما أنه ليس مقبولا أن نتعامل مع مشروع العلوم والتكنولوجيا فى مصر، مثلما نتعامل مثلاً مع باقى المشروعات الخيرية القائمة على التبرع فى الشهر الكريم، والناس معذورة، والمطلوب منها أن تتبرع لمستشفى السرطان، ومعهد الأورام، ومستشفى الدكتور مجدى يعقوب، ومصر الخير، والأورمان، وجمعية رسالة، وبنك الطعام وغيرها فى ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، وانعدام فرص العمل فى المرحلة الحالية.

لدينا تفاؤل بمشروع مدينة العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمى فى مصر، رغم الصعوبات والأوضاع السياسية الحالية، وعلى الدكتور زويل أن يظل متفائلاً ومتحمساً حتى يتم إنجاز المشروع الأمل والحلم لمصر.

لكن عملية التمويل تحتاج إلى منهج مختلف، ولا تعتمد فقط على التبرعات، فالحكومة عليها دور وواجب، والقطاع الخاص أيضا، وخاصة القطاع الصناعى الذى من المؤكد أن تطوير البحث العلمى والاهتمام به، يصب فى صالحه، فالشركات الكبرى فى العالم تمول وتدعم البحث العلمى فى الجامعات والمعاهد، وخلال زيارة أخيرة لجامعة شتوتجارت الألمانية، عرفت أن شركات مثل مرسيدس وكرايسلر وأودى وأى بى إم تدعم ميزانية الجامعة سنويا بنحو 52 مليون يورو أى حوالى 365 مليون جنيه.

التمويل لن يكون عقبة أمام حلم النهضة فى مصر، مادام هناك إرادة ورؤية واضحة وتخطيط، وهناك حماس وتفاؤل من الدكتور زويل ونحن معه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة