كانت مظاهر الاحتفاء «الرسمية» فى مصر واضحة بزيارة إسماعيل هنية القيادى بحركة حماس، ورئيس الوزراء الفلسطينى «المقال» من رئيسه محمود عباس أبومازن.
اجتمع الرئيس مرسى بـ«هنية»، وتحدث «عاطفيا» عن غزة، وفى لقائه بالإذاعة على موجة البرنامج العام، سئل: «ما هو ردكم على انقطاع الكهرباء بشكل مستمر عن غزة؟» فأجاب: «الشعب كله مركب مكيفات والاستهلاك زيادة وعاوزين نوفر الكهرباء علشان نساعد إخوانا فى غزة».
من لقاء الرئيس إلى «المقطم» ذهب هنية للاجتماع بقيادات الجماعة، وكان الاحتفاء كبيراً أيضاً، فالبيت بيت القيادى الفلسطينى، وحماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين، وعظيم أن تعود مصر إلى كونها بيتا لكل الفلسطينيين.
تصريحات الرئيس محمد مرسى عن الوضع الفلسطينى حتى الآن جيدة، وتطالب بوحدة الصف الفلسطينى، لكن هناك أشياء يجب الانتباه إليها، وتبدأ من الخوف بأن يكون اهتمام مصر الرسمى بحركة حماس بديلا عن اهتمام «مصر مبارك» بحركة فتح.
عاش نظام مبارك فى سنواته الأخيرة لا يرى فى القضية الفلسطينية سوى «حركة فتح»، ولم يكن مبارك شخصيا يحب مجرد ذكر «حماس» بالرغم من حقائق وجودها على الأرض، وظل مبارك ونظامه يعيش على أكذوبة الحياد فى التعامل مع الأطراف الفلسطينية، لكنه فى نفس الوقت يدعم كل الخيارات التى تنتهجها «فتح»، ومن يسير فى فلكها من الحركات والتنظيمات الفلسطينية الأخرى، وكان هذا التوجه هو تعبير عن قمة بؤس الرؤية المصرية فى قضايا الأمن القومى المصرى، ومجمل النظرة للقضايا الإقليمية.
هذا الميراث السيئ من نظام مبارك، سيكون قمة البؤس لو انتهجت مصر ما يماثله، مع الاختلاف فى بعض التفاصيل، بمعنى الاهتمام الأكبر بحركة حماس على حساب باقى الأطياف الفلسطينية الأخرى، وقصر النظر فى التعامل مع الأراضى الفلسطينية على قطاع غزة باعتبار أن «حماس» هى التى تديره، بينما تدير السلطة الفلسطينية الضفة الغربية.
لو بقى الوضع على هذا النحو «فلسطينيا» فسيكون تعبيرا عن استمرار فشل التعامل المصرى مع القضية الفلسطينية، وكل الجديد الذى سيحل هو تعدد زيارات إسماعيل هنية طوال حكم مرسى، بعد أن تعددت زيارات أبومازن فى أواخر حكم مبارك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة