نحتاج إلى حملة «وطن آمن» على غرار وظن نظيف، لأن الانفلات الأمنى والاعتداء على الأفراد والممتلكات والقانون قاعدة، والاستثناء هو الالتزام بالقانون. فى كل مكان فى مصر هناك مواطنون يشكون من قطاع الطرق، واللصوص بالإكراه، والهجامين الذين لا يجدون من يتصدى لهم، فى بعض مناطق القاهرة الكبرى، والمحافظات يشكو المواطنون من السرقات نهاراً وليلاً ولا يجدون استجابة من البوليس. الناس تطالب بالشدة والقانون، وإذا كان وزير الداخلية أجرى حركة الشرطة بموافقة الرئيس فلا نظن أنه يمكن أن تستمر شماعة أجهزة الدولة المضادة، هناك مشكلة فى الأمن تحتاج إلى اعتراف وحسم، وقد تحتاج للاستعانة بالشرطة العسكرية مرة أخرى حتى يمكن استعادة هيبة القانون التى سقطت، وبدون ذلك لا أمل فى عودة الأمن، والأمن هو المهمة رقم واحد للحكومة والرئيس.
> من طول مدة الحديث عن الحكومة، وبرنامج الرئيس، يبدو أن الناس أصابها الملل، ولم يعد كثيرون يتابعون أنباء المشاورات والمباحثات، لتشكيل حكومة الدكتور هشام قنديل التى تدخل هى الأخرى أسبوعها الثانى، وما يزال الحديث يدور عن مقابلات وترشيحات، وأسماء تذهب وتعود، من دون حسم للحكومة، هناك كلام كثير عن اعتذارات ممن يتم عرض المناصب عليهم، وصعوبة فى الاختيارات، فهل الاعتذارات خوفاً من المسؤولية، أم أنها نقص فى الكفاءات والصف الثانى الذى يمكنه تحمل المسؤولية التنفيذية وهى صعبة، ولهذا يصاب المرء بالدهشة من سياسيين أو أحزاب تطالب بنسبة فى الحكومة، مع علمهم بصعوبة المنصب التنفيذى، المواطنون يراهنون على نهاية سعيدة للحكومة.
> وبمناسبة النهاية السعيدة للحكومة، نتمنى بداية سعيدة لبرنامج الرئيس للمائة يوم الأولى التى يراهن المواطنون ألا تستمر لعدة مئات من الأيام، والأهم من برنامج الرئيس هو برنامج حزب الحرية والعدالة، والذى يجب أن يتجاوز الدخول فى تصريحات ومعارك كلامية مع الأحزاب والتيارات الأخرى، ربما تكون فرصة أن يصوم زعماء الحرية والعدالة عن التصريحات، والتسريبات، حتى تهدأ الأمور قليلاً.
> وإذا كان البعض يلوم على الحرية والعدالة التكويش والرغبة فى الاستحواذ، فالحقيقة أن باقى الأحزاب والتيارات السياسية التى تتهم الإخوان بالتكويش هم فى الواقع أحزاب وجماعات مع وقف التنفيذ، أو هى مجرد زعامات تظهر فى التليفزيون والتوك شو، من دون أن تتجاوز ذلك إلى برامج وأفعال. وتبقى مجرد كيانات ورقية وأحزاب على ما تفرج، ظلت هذه الأحزاب تبكى من سيطرة الإخوان والسلفيين على الانتخابات، فلماذا لا تتعلم هذه الأحزاب سواء القديم منها أو الجديد لتفعل شيئاً مفيداً أكثر من البيانات والمؤتمرات خلف الغرف المغلقة، هل هذه الأحزاب استعدت لانتخابات مجلس الشعب؟ وهل تجهز نفسها للمحليات؟ وهل هى موجودة أصلا؟ أحزاب مع وقف التنفيذ. ولا يكفى أن تهاجم الأحزاب جماعة الإخوان، على نجاحها، والأفضل أن تفتش عن أسباب فشلها، وأن تبحث عن علاج لمرض الفشل السياسى المزمن.