كرم جبر

"طول ما أنا عاطل٠٠ أنت باطل"!

الأربعاء، 04 يوليو 2012 11:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عنوان المقال هو "شعار" إحدى الحملات التى أطلقها بعض الشباب المصريين على الفيس بوك.. إنذار شديد اللهجة والخطورة، والحكمة تقول "من لا يجد عملا أوجد الشيطان له عملا"، والشياطين تملأ البلاد بطولها وعرضها، وتنصب شباكها للعاطلين وتشحنهم بالغضب والحقد والكراهية، وتلقى بهم فى غياهب اليأس والحرمان والضياع والتمرد٠

البطالة حليف الشيطان، والشيطان هو الذى يخلق الكفر بالأوطان، وكيف أطلب من عاطل أن يحب بلده وهو مفلس ولا يستطيع أن يعول نفسه أو يجلس على مقهى أو يشترى قميصا وحذاء.. الشاب الذى "يعمل" هو الذى ينتمى لوطنه٠٠ أما الذى "يعمل" وله "بيت"، و"زوجة" و"أولاد" فهو مستعد أن يضحى بحياته من أجلهم ومن أجل بلده.. انتهى زمن الشعارات والأغانى و"حب الوطن فرض عليا"، والدول التى توفر الحياة الكريمة لشعوبها هى الأقدر على البقاء والاستمرار.

"طول ما أنا عاطل أنت باطل"، والخيار الوحيد هو العودة إلى العمل، لعبور النفق المظلم بأقل قدر من الخسائر والأضرار، صحيح أن الرئيس الجديد والحكومة القادمة لا يملكان عصى سحرية لتوليد فرص عمل، ولكن لا بد من تسليح الشباب بـ"الحلم" و"المشروع".. الحلم الذى يحفز روح الأمل وأن بكرة أحسن من النهارده٠٠ والمشروع الذى يفتح أبواب البلاد على مصاريعها للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية، لأن مواردنا الذاتية لا تستطيع أبدا أن تلبى احتياجات التنمية، ولن يتحقق ذلك إلا بعودة الهدوء والاستقرار٠

ليس أمام مصر سوى أن توظف كل أوراق القوة التى تملكها لتحقيق قفزة اقتصادية تلبى طموح الناس فى حياة كريمة، وفى هذا الصدد قرأت كلاما من ذهب لرجل أعمال عربى، يقول فيه: إن مصر تمثل رأس الجسد العربى ومن المفترض أن نعمل على تفعيل دورها المحورى حتى لا ندع الفرصة للخصوم لتحقيق أهدافهم فى زعزعة أمن واستقرار المنطقة واستنزاف مواردها، ويقترح عمل صندوق مارشال خليجى لإنقاذ مصر، بشرط أن يبدأ الرئيس الجديد على الفور فى اتخاذ التدابير الازمة لتحقيق الأمن الداخلى.

الأوربيون فعلوا ذلك مع ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، حتى وقف الإقتصاد الألمانى على قدميه وأصبح الأقوى فى أوربا، ومصر تستطيع أن تنهض بسرعة وأن تصل لمعدلات نمو كبيرة، إذا ما حققت المعادلة الصعبة: الديمقراطية والاستقرار، وكلاهما المفتاح السحرى لجذب الاستثمارات، التى تخلق فرص عمل حقيقية من أجل ملايين الشباب، الذين هم الوقود الحقيقى لأى انفجار.

"طول ما أنا عاطل أنت باطل" وحملة الشباب على الفيس بوك تعبر عن رفضها للمطالب الفئوية، التى تأخذ شكل الإضرابات والاعتصامات، وتملأ ميدان التحرير والمنصة وانتقلت إلى القصر٠٠ ويقولون: "هما عايزين مرتباتهم تزيد، طب العاطل يعمل إيه".. وهذا معناه أننا أمام نوعية جديدة من الشباب يجب التعامل معهم بمنتهى الاحترام والجدية، والابتعاد عن الوعود الكاذبة التى لا تتحقق والأحلام الوردية التى لا ترى النور٠

بجانب الحرب ضد الفساد، لن تنصلح أحوال البلاد إلا بالتنمية والبناء، فالمشروعات هى التى تفتح بيوت الناس وتوفر لقمة العيش، والاستثمارات هى التى تدفع لهم الأجور والمرتبات، وكلما تم توفير فرص عمل للشباب، ابتعدوا عن طوابير اليأس والإحباط والمخدرات والبلطجة والجريمة٠٠ ولن يفلح الشيطان فى أن يجد الشيطان لهم عملا٠





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة