أكرم القصاص - علا الشافعي

تامر عبدالمنعم

هل خسر «العسكرى» الجميع؟!

الأربعاء، 04 يوليو 2012 08:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال شديد الأهمية حضرنى وألح علىَّ خاصة بعد التطورات الأخيرة التى طرأت وأدت إلى فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية.. لقد كان الشعب المصرى منقسماً ما بين مؤيد ومعارض للمجلس العسكرى، الجزء المعارض انحصر فى القوى الثورية والإخوان المسلمين «خاصة بعد الإعلان الدستورى المكمل» وأيضاً الجماعات الإسلامية المختلفة، أما الجزء المؤيد فكان من أنصار الفريق أحمد شفيق وأيضاً قطاع عريض من حزب الكنبة الذين لا يُحسبون على أحد الطرفين، ولكنهم يميلون بطبيعتهم إلى الدولة المدنية سواء أكان الرئيس شفيق أو موسى أو حمدين.

لم يكن أحد يتصور أن شعبية الجيش تضاهى شعبية التحرير خاصة أن جميع المليونيات التى أيدته منذ اندلاع الثورة لم تتعد العشرة آلاف فرد إلى أن جاء يوم الثالث والعشرين من يونيه الماضى واندلعت مليونية المنصة بمدينة نصر ونجحت نجاحاً غير مسبوق حيث تفوقت على مليونية التحرير نفسه فى يومها لدرجة جعلت من القنوات التليفزيونية المحلية والعالمية أن تغطيها وتنقلها على الهواء وجعلت كافة الصحف تشير إليها، وقد تردد يومها أن النتيجة قد حسمت لصالح الفريق أحمد شفيق، وانتشرت شائعات بطول مصر وعرضها أن الطعون التى قدمها الفريق قد قُبلت وأن الفارق أصبح لصالحه بـ312 ألف صوت تارة و690 ألف صوت تارة أخرى!! بل سُربت ورقة معتمدة بفوز الفريق شفيق من اللجنة العليا للانتخابات - تحمل إمضاءات أعضائها - فى تلك الليلة تم تداولها على جميع شبكات التواصل الاجتماعى، الشىء الذى أصاب التحريريون بالصدمة وجعل من مؤيدى المنصة أن يبالغوا فى فرحتهم ويزيدوا أيضاً فى مديح «العسكرى» والسيد المشير.

فى تلك اللحظات الحاسمة والفارقة من تاريخ مصر، ارتفعت شعبية القوات المسلحة والمجلس العسكرى والمشير طنطاوى لأعلى الدرجات، وكان الشارع ينادى باسمه، بينما على الجانب الآخر فلم تنخفض شعبيته أو شعبية الجيش على الرغم من التسريبات التى تؤكد خسارة مرشحهم لسبب بسيط يكمن فى أن العلاقة من الأساس مع القوات المسلحة بها فتور وتخوين وما إلى ذلك منذ اللحظات الأولى، ليأتى اليوم التالى وتأتى معه لحظة الإحباط الكبرى «لمن قاموا بتأييد الجيش ليلة أمس» حيث خرجت اللجنة العليا على الشعب المصرى من مقر هيئة الاستعلامات على الهواء مباشرة لإعلان النتيجة بفوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية وبنفس الأرقام تقريباً التى تم إعلانها من قِبل حزب الحرية والعدالة بعد أربع ساعات من انتهاء عملية الاقتراع.. لينقلب الحال مائة وثمانين درجة وتتحول أكبر حالة تأييد للجيش والمجلس والمشير رأساً على عقب، حيث شعروا بالهزيمة التى أحبطتهم وجعلتهم ينقلبون على كل ما هو عسكرى وجعلتهم يتهمونه بأنه باع الوطن للإخوان وأن هناك صفقات بينهما إلخ...، وعلى الجانب الآخر فرح الجميع بفوز الدكتور مرسى واندلعت الاحتفالات بالتحرير، والغريب أن أشهر النداءات هناك كانت «يا مشير قول الحق مرسى رئيسك ولا لأ؟!».

فى رأيى أن هناك اختلاطا وخطأ ما وقع فيه الجميع سواء من مؤيدى الثورة أو مرسى أو شفيق أو حتى مبارك، لقد تسلم المجلس العسكرى مسؤولية إدارة البلاد منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011 وتحمل على عاتقه أعباء الدولة فى فترة حرجة ودقيقة للغاية على جميع المستويات، وكان عليه أن يخرج بنا نحن المصريين كافة سواء كنا ثوارا أو إخوانا أو أقباطا أو فلولا أو كنبة إلى بر الأمان، وهو ما لم يكن سهلاً على الإطلاق فى ظل انهيار كل مؤسسات الدولة وكثرة الطلبات والتيارات وانفلات الأمن وحرب التشويه التى تعرض لها من البعض سواء بالميادين أو بوسائل الإعلام والصحف التى وصلت إلى حد اتهامهم بقتل المصريين! بالإضافة للأطماع الخارجية والاختراقات العديدة التى تعرضنا لها، لقد تصدى المجلس العسكرى لكل هذا وحده، ومرت الفترة الانتقالية التى قاربت العام ونصف العام دون أن يشعر المواطن العادى بكوارث حقيقية «مثل مثيله بدول مجاورة اندلعت بها ثورات أيضاً ولم يقترب تعداد سكانها من عشرة بالمائة من تعدادنا» وأخذ العسكر على نفسه عهودا صعبة قام بتنفيذها كاملة، على سبيل المثال ليس الحصر محاكمات رموز النظام السابق كافة، وأولهم مبارك ونجلاه وإقامة الانتخابات التشريعية ثم الانتخابات الرئاسية، وعهود كثيرة كان آخرها تسليم السلطة فى 30 يونيه الماضى وهو ما تم بالفعل على الرغم من التشكيك الشديد فيه!

لقد احتكم «العسكرى» والمشير بالطبع للقانون وترك الأمور تسير وفقاً للإرادة الشعبية دون تدخل منه سواء من قريب أو بعيد، لقد حافظ على وحدة الجيش فى أحلك الظروف التى كانت من الممكن أن تحدث انقسامات بين صفوفه «راجع كل الثورات المحيطة»، لقد احتكم لصندوق الانتخاب الذى أتى بمرسى رئيساً للبلاد وهو ليس خطأه حتى يتم تخوينه واتهامه ببيع البلد للإخوان! وليس معنى أن مؤيدى شفيق، وأنا واحد منهم بالمناسبة، كانوا على طول الخط فى صف العسكرى، أن يقوم العسكرى بتزوير إرادة الشعب لإرضائهم!

عاشت مصر سواء كان رئيسها شفيق أو مرسى، وعاش الجيش المصرى العظيم حامى الوطن سواء فاز مرسى أو شفيق، وعاش الشعب المصرى حرا سواء كان رئيسه مرسى أو شفيق، فمصر الوطن أبقى وأخلد من مرسى وشفيق وطنطاوى ومحمد وبطرس وإحنا وغيرهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم عبد الحي

اهلااااااااااا

عدد الردود 0

بواسطة:

hany

محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ربيع مرسي

يــــــــــارب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ربيع مرسي

يــــــــــارب

عدد الردود 0

بواسطة:

بهاء

مقال رائع

حيادي ومنطقي ومحترم وشجااااع

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

الله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

دعاء

مقال رائع جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

انت اول وآخر واحد يقول أن وقفة المنصة كانت تضاهى مليونية التحرير

عدد الردود 0

بواسطة:

منعم

الفلول و تقفيل الانتخابات "وطنى"

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة