وائل السمرى

أول القصيدة.. إعدام الصحفيين

الخميس، 05 يوليو 2012 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان طبيعيا أن تكون الفتوى الأولى فى عهد محمد مرسى للشيخ وجدى غنيم، ملهم المتطرفين، وشاتم المسيحيين، عدو التنوير، وقائد كتائب التكفير، هى الإفتاء بجواز سن قانون يقضى بإعدام الصحفيين، فمن حق غنيم أن يقول ما يريد، وأن يفعل مؤيدوه ما يريدون، فقد حصلوا جميعا على الضوء الأخضر من مؤسسة الرئاسة، حينما قال مرسى إنه سيبذل قصارى جهده للإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن صاحب فتاوى تكفير المبدعين والمفكرين، ومادام الرئيس لم يجد حرجا فى أن يدافع عن هذا المكفر العتيد، فلا حرج أيضا على من يسيرون على نهجه، ويتبعون سبله، وها هو وجدى غنيم يثبت أنه الوريث الشرعى لعمر عبد الرحمن، ويفتى بجواز إعدام الصحفيين، مطالبا مرسى بأن يسن قانونا لإعدام من يقول إنهم ينشرون «أخبارا مفبركة»، وبالطبع ستصبح كل الأخبار المنشورة فى كل الصحف عدا صحف التيار الإسلامجى «مفبركة»، وحتى لو لم يسن مرسى هذا القانون، فقد وضع غنيم لمتطرفيه قانونا جديدا، وليس بغريب أن تجد فى الأيام القادمة جثث الصحفيين ملقاة فى الشوارع بناء على فتوى «غنيم» الذى إن تم سجنه فى مصر أو خارجها، سيبذل سيادة الرئيس قصارى جهده للإفراج عنه.

الخبر نشره موقع جريدة المصرى اليوم أمس الأول، وفيه طالب غنيم الرئيس محمد مرسى، بالإسراع فيما أسماه بـ«تطهير الإعلام» مع العلم بأن تطهير المساجد أولى، واصفا الإعلاميين بأنهم ينبحون ليلاً ونهارًا، وطالب بوضع قانون تصل عقوبته إلى الإعدام فى حال زعزعة أمن الوطن واستقراره بأخبار مفبركة، قائلا: «هؤلاء لا يقلون خطرًا عن قطاع الطرق»، ومعنى أن يشبه غنيم الصحفيين بقطاع الطرق أن الطريقة التى يقترحها «فضيلته» لإعدام الصحفيين هى إقامة حد الحرابة، ألا وهى القتل أو الصلب أو تقطيع الأيادى والأرجل من خلاف، ولست من الذين يستهينون بمثل هذه التصريحات المفزعة، لأنى أعلم أن هناك آلافا من المتطرفين يأتمرون بأمر هذا الشيخ، ويعتبرون ما يقوله قرآنا، ولذلك أطالب نقابة الصحفيين بأن تقف لمثل هؤلاء المتطرفين بالمرصاد، كما أطالب «مرسى» بأن يرد على غنيم لأننا فى مجتمع يعتبر «السكوت علامة الرضا».

كوكاكولا ترد
أرسلت الأستاذة غادة مكادى المدير الإقليمى للاتصالات والعلاقات الخارجية بشركة كوكاكولا الشرق الأوسط وشمال أفريقا، ردا على مقالى المنشور يوم الاثنين الماضى الذى جاء بعنوان «أمريكا والكوكاكولا المسرطنة»، وعملا بمدأ حق الرد، أنشر ما جاء به، إذ تقول الأستاذة «مكادى».. إيماء إلى ما نشر فى مقالكم الموقر فى الصفحة 2 من العدد الصادر يوم الاثنين الموافق 2 يوليو 2012، تحت عنوان «أمريكا والكوكاكولا المسرطنة»، وما يلى رد على مقالكم المذكور، إذ نود التأكيد على أن جميع مكونات كوكاكولا آمنة، وتستوفى معايير الجودة، كما أنها تلتزم بالقوانين المعمول بها فى أكثر من 200 دولة تباع فيها منتجاتنا، وفى مارس 2011، أعادت هيئة سلامة الغذاء الأوروبية التأكيد على سلامة لون الكراميل، واعتمدت كل من منظمة الصحة العالمية، والسلطات الأمريكية، والكندية، والأسترالية المركب الأساسى للاستخدام الآدمى، إضافة إلى ذلك.. فإن «كوكاكولا» لا تقوم بتغيير التركيبة الشهيرة لمشروباتها، ولكنها تقوم بتطوير وتحديث عملية الإنتاج، وإننا لم نغير من تركيبتنا السرية على الإطلاق، وإن مادة الكراميل هى إحدى المواد الطبيعية المستخدمة على نطاق واسع فى العديد من المأكولات والمشروبات كالبسكويت والخبز، وتؤكد كوكاكولا أنها شركة مياه غازية ولا تتدخل فى أى نشاط سياسى، كما أن الشركة تقوم بمسؤوليتها تجاه المجتمع المصرى وتقدم العديد من المشروعات النهضوية، منها مشروع تنمية وتطوير 100 قرية بالإضافة إلى تقديمها لـ 60 منحة دراسية لطلاب مصر فى أكبر جامعات العالم.

انتهى رد كوكاكولا وليس لى من تعقيب غير التأكيد على أنى اعتمدت فى مقالى على ما نشره الموقع الأمريكى الأشهر «السى. إن. إن»، وإن كان هناك ثمة رد، فمن الأولى أن يكون على الموقع مصدر الخبر، كما أن ما ذكره الخبر لم يتطرق إلى سلامة أو خطورة مادة الكراميل، وإنما إلى مقدار هذه المادة فى المشروب، كما أؤكد أنى لم أذكر ما يفيد بأن هناك أبحاثا أجريت على كوكاكولا مصر، وإنى لم أقصد من المقال إلا توضيح المفارقة بين الكوكاكولا الأمريكية والكوكاكولا المصدرة للخارج، وهى ذات المفارقة بين الديمقراطية الأمريكية والديمقراطية خارجها، وإنه ليحزننى أن يثير المقال عاصفة من ردود الأفعال الصاخبة بسبب الكوكاكولا، فى الوقت الذى لم ينتبه أحد إلى فساد الديمقراطية، رغم أننا لم نر بأعيننا فساد الأولى، ونتجرع كل يوم نتائج فساد الثانية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة