هل نحتاج رئيس حكومة سياسيا أم تكنوقراطيا. هل يتم تشكيل الحكومة قريباً أم تستمر حكومة الجنزورى لفترة، أسئلة مطروحة الآن بعد أنباء عن اعتذارات وتراجعات لأسماء تم طرحها على الرئيس. ولا يتصور البعض أن حزباً واحداً يمكنه تحمل هذه المسؤولية التى يهرب منها من يعرفون خطورتها.
لقد تم طرح أسماء سياسية أو اقتصادية. وتسريبات بدأت بالدكتور البرادعى وفاروق العقدة أو حازم الببلاوى، وحسام عيسى، هناك من يرشحون أنفسهم، ثم ينفون الترشيح. وكلها الأسماء المعروفة، واتصالات بأشخاص غير معروفين. واعتذر كثيرون ليس من أجل الصلاحيات فقط، لكن خوفا من مسؤولية صعبة، ومن الفشل. خاصة هؤلاء الذين يعلمون خطورة المسؤولية، ولا ننسى أن عصام شرف خيب آمال من رشحوه، لأنه أدار حكومة عادية فى وقت استثنائى.
هناك اعتذارات كثيرة، من أسماء التقاها الرئيس، أو الحرية والعدالة، وعند اللحظات الحاسمة يتراجع كثيرون. وعندما يدور الكلام عن مواصفات رئيس الوزراء، يتحدث البعض عن رئيس وزراء سياسى يكون قادرا على فتح قنوات اتصال مع المجتمع والمؤسسات والبرلمان والأحزاب. ويكون قادرا على تفهم الأولويات.
فكرة حكومة التكنوقراط أو المتخصصين، تثير تساؤلات، منها أنه يفترض أن يكون لدى الحكومة قدرات سياسية، وقدرات على التعامل مع البيروقراطية والتفاعل مع المشكلات القائمة، لأن القضايا الأساسية لها أبعاد سياسية، فلا يكفى أن يكون هناك طبيب على رأس وزارة الصحة ليعالج أمراض الصحة فورا، بل الأمر يتعلق بالسياسات العامة، لأن التأمين الصحى مثلا يحتاج إلى عشرة مليارات جنيه، ونفس الأمر بالنسبة للتعليم أو المرور أو النقل العام والعشوائيات، فهى قضايا تحتاج إلى الإرادة السياسية، لا يمكن تصور مجرد وجود وزير إسكان أو نقل أو صحة تكنوقراط ليحل المشكلة بل يحتاج إلى إرادة للدولة كلها ومؤسساتها ضمن مشروع له وجه قريب وآخر بعيد.
وهل تكون مهمة رئيس الوزراء تنفيذ برنامج الرئيس؟. أم إجراءات عاجلة لمواجهة القضايا العاجلة من كهرباء ووقود وخبز وسلع وأسعار ونظافة ومرور. والملف الأمنى، ناهيك عن ملف الفقر وإغاثة الفقراء الذين تزايدت معاناتهم، ومواجهة أزمات الأسعار، والصحة والمستشفيات.
رئيس الوزراء سوف يكون مضطراً لاتخاذ خطوات رفع الدعم عن الوقود، لتوفير 65 مليار جنيه، ودراسة دعم الخبز، وتوفير موازنة إضافية للصحة، فضلاً عن إعادة الاقتصاد والتنمية ومواجهة تراجع الاستثمارات وإغلاق المصانع، وكلها قرارات تحتاج إلى إقناع الرأى العام ويتوقع ردود أفعال ضدها.
نحن نتحدث عن حكومة تمتلك القدرة على المبادرة، والمناورة، وصلاحيات تدخل سريع ورؤية بعيدة. والكلام النظرى يختلف عن الواقع، ويحتاج إلى قلب وعقل وجرأة ومشروع. ربما لهذا يرى البعض أن الجنزورى قد يبقى لبعض الوقت، ولهذا يهرب المرشحون عند الجد. والمهمة أمام الرئيس صعبة، أصعب من مجرد تشكيل حكومة. لأنه تشكيل طريقة عمل للمستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة