تامر عبدالمنعم

قليل من الوعى وكثير من أنصاف المتعلمين!

الأربعاء، 01 أغسطس 2012 05:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجاهل قد يكون أفضل حالاً بكثير من نصف المتعلم صاحب المعلومة السماعى وتعريفه: «الذى سمع عن شىء وصدقه من الوهلة الأولى دون أدنى تحرٍّ لدقة المعلومة»، والأخطر من ذلك أنه يقوم بترويج تلك المعلومة المغلوطة ويساعد على انتشارها بسرعة الصاروخ فى جميع أنحاء المجتمع ليزداد ضلالة وتشككًا.

وفى الواقع إن ما نمر به الآن وعلى مدار العام ونصف العام الماضية- منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١- قد شهد ظهور الكثير من أنصاف المتعلمين على الساحة الذين ظنوا أنهم قادرون على السيطرة على مجريات الأمور بنابع من وطنيتهم المزعومة وبحسهم السياسى العالى المستوى وتاريخهم النضالى «كل ذلك على الرغم من أن أعمارهم تتراوح ما بين الثامنة عشرة والثلاثين عاماً!» وأيضاً بخبراتهم الواسعة فى عالم السياسة نظراً لتجاربهم الرهيبة باتحادات الطلاب بالجامعات ولقراءتهم كتابا أو اثنين على أقصى تقدير لحسنين هيكل أو جلال أمين!!، لقد ظنوا وصدقوا ظنهم هذا فى أنهم قادرون على السيطرة على مجريات الأمور بمصر المحروسة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، لقد حلموا أحلاماً غير منطقية بل اغتربوا عن عالمنا وعاشوا فى عالم آخر صوّر لهم - وحدهم - أن «اللى جاى أحلى» مثلما غنى نجم الجيل مؤخراً!! رفضوا كل الأصوات وقاطعوا أقرب الناس لهم فقط، لأن وجهات نظرهم قد تصادمت واختلفت مع أفكارهم البراقة العظيمة، أخذوا لهم قدوات وأمثالا مر على تجاربها عقود عديدة وتصوروا أنفسهم تلك الأمثال وتعاملوا من هذا المنطلق! انتشروا بشدة على شتى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وأخذوا يتحدثون بنبرة غرور وكبرياء، وحينما يجدون أنفسهم فى مأزق يسرعون بالمتاجرة بالشهداء ودمائهم!! تسألهم عن رؤيتهم المستقبلية للخروج من المأزق الفلانى فتجد الإجابات عائمة وعامة أو حالمة وساذجة لا تفيد! تاخذ آراءهم فى أى شخص لم يكن على هواهم فتجدهم يسبونه وينعتون فيه غير مبالين بتاريخه الذى قد يفوق سنوات عمر الفرد منهم! تصطدم معهم فى الآراء فتُتهَم على الفور بأنك من الفلول وخائن للوطن وعميل! لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب كما يقول المثل الشعبى الشهير، يرفضون الآخر بشتى أنواعه ويضربون بالثورة الفرنسية أمثلتهم كلما شعروا باستياء الناس منهم «وهم لا يعرفون شيئا عن الثورة الفرنسية أو حتى البلشفية اللهم إلا كلمتين والسلام!»، يسبون فى الأمريكان وفى الوقت ذاته يقبلون تكريم المؤسسات الأمريكية لبعضٍ منهم ويفتخرون به، يدعون القوة الخارقة والشعبية ويخسر معظمهم فى انتخابات المجالس المحلية والبرلمان وحتى النقابات المهنية الصغيرة! يلعنون أمن الدولة على الرغم من عدم تعرض أحدهم لموقف بسيط مع هذا الجهاز! يروجون أن الشارع هو لعبتهم وهم لا يستطيعون حشده بدون الإخوان، يسبون ويلعنون فى الإخوان متصورين أنهم أقوى منهم والنتيجة الكل يعرفها، أطلقوا ائتلافات وأحزابا وقوى سياسية وحركات وتحالفات وغير ذلك من مسميات ولم تأت بأية نتيجة غير ظهور بعضهم على الشاشات الفضائية والجرائد سواء كضيوف أو كإعلاميين وكتاب! اصبحوا خطا أحمر أشد حساسية وخطورة من الحزب الوطنى فى عز جبروت النظام السابق، وأصبح كل من يهاجمهم عملاء وخونة! قسموا الشعب المصرى على حسب أهوائهم لأول مرة فى تاريخ هذه الدولة العتيقة.

أخطاء عديدة وقعنا فيها بعمدٍ وغير عمد بقليل من الاقتناع وكثير جداً من غيره، أبطال من ورق أخذوا مكانة أكبر بكثير من التى يستحقونها، والوقت مر ولايزال يمر بنا بسرعة البرق، فهل من وقفة قبل فوات الأوان؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة