قبل أن تفتح فمك بأى انتقاد لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، أو تكويشهم على السلطة، وعدوانيتهم. سوف يرد عليك رجالهم بأن مبارك والحزب الوطنى كانوا يفعلون هذا وزيادة، ولا يدركون أن الناس ثارت على مبارك بعد سنوات طويلة لأنه فعل ما يفعلونه الآن.
ولايمكن اعتبار وجود بلطجية أو مجرمين لدى الحزب الوطنى أن يتم تبرير استخدامهم من قبل الإخوان، وأيا كانت الأحداث التى تقع ومهما كان فاعلها، يتحمل مسؤوليتها الإخوان بمكتب إرشادهم وحزب حريتهم وعدالتهم وكوادرهم التى تملأ الهواء والفضاء والتليفزيونات والبوتاجازات، لا يكفون عن التحريض والاستهزاء بمخالفيهم، والاستهانة بالقانون.
قيادات جماعة الإخوان يتحملون المسؤولية عن حصار مدينة الإنتاج الإعلامى والاعتداء على الصحفيين وضرب خالد صلاح وتحطيم سيارته، كما اعتدوا على يوسف الحسينى، وطاردوا ومنعوا العاملين من الخروج أو الدخول. كل هذا بدفع من قيادات الجماعة. وسواء كان الإخوانيون هم الذين اعتدوا على خالد صلاح أم بلطجيتهم، فالجماعة هى التى كانت تقود المظاهرات، وتزامن ضرب الصحفيين مع مطاردة مؤيدى الرئيس للمتظاهرين، أمام قصر الرئاسة وسحلهم ومطاردتهم بدعوى أنهم فلول، متوازياً مع تصريحات الإخوان التى تطالب بضرب المعارضين بالأحذية وتكميم كل من يرفض قراراتهم أو يختلف معهم.
البعض يقارن بين سلوك الإخوان وسلوك الحزب الوطنى ويقولون إن الحزب المنحل احتاج 25 عاماً ليبدأ فى توظيف البلطجية لمطاردة معارضيه، بينما الإخوان بدأوا فورا فى التصرف كميليشيات، ونظرة على تصريحات الدكتور البلتاجى أو الدكتور العريان أو الدكتور البرنس، نكتشف أننا أمام زعماء ميليشيات وليس أمام سياسيين، وكل من يختلف مع الجماعة أو الحزب أو الرئيس يتم اعتباره فلول فى مواجهة الثورة التى أصبحت مع باقى مشتملاتها ملكاً خالصاً للجماعة، لدرجة أن بعض حلفاء الجماعة تم تصنيفهم على أنهم فلول، لأنهم اختلفوا أو اعترضوا.
كل هذا وراد فى سياق السلطة وحداثة عهد الإخوان، لكن الأمر تحول إلى مؤشر خطر مع ظهور جماعات تحاصر وتهاجم من يختلفون مع الرئيس. يمكن أن تظهر جماعات وميليشيات أخرى تواجهها، إذا كان الرئيس أقال رئيس الشرطة العسكرية ومدير أمن القاهرة لأنهم لم يؤمنوا رئيس الوزراء فى جنازة الشهداء التى اعتدى فيها بلطجية على رئيس الحكومة، فقد كان يجب محاسبة من حولوا المظاهرة السلمية إلى ميليشيا.
لقد بدأ الإخوان مبكراً التصرف بأفعال ظهرت بعد عشرين عاماً من مبارك، ثم إنهم يختارون الولاء وليس الكفاءة، ويهاجمون من يعارض الجماعة أو الرئيس.
الرئيس مرسى حتى الآن هو رئيس للجماعة، ولهذا صمتت الرئاسة على تحركات ميليشيات الجماعة لتحاصر مدينة الإعلام وتضرب الصحفيين، وصمت الرئيس على ميليشيات جماعته يضربون المعارضين أمام القصر الجمهورى، ولم يلتفت الرئيس إلى تسرب الحلفاء السابقين، بفضل الانفراد والتسلط.
الرئيس لديه كامل الصلاحيات كما هو واضح فى القرارات، لكنه يوظف هذه الصلاحيات للجماعة، وليس للبلد حتى الآن، وهو وحده يتحمل المسؤولية عن أعمال ميليشيات جماعته.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة