أكرم القصاص

إعلام يسمع الكلام

السبت، 11 أغسطس 2012 08:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تطهير الإعلام وكل مؤسسات الدولة واجب، لكن التطهير كلمة حق يراد بها تسكين قيادات موالية، مكان قيادات سابقة كانت موالية، لعبة كراسى موسيقية لاعلاقة لها بالمؤسسية، وإعادة بناء النظام، ولا شك أن تهديد مؤسسات إعلامية، واختيار رؤساء تحرير موالين للسلطة، وحصار مدينة الإنتاج وترويع إعلاميين وصحفيين، وقرارات إدارية بإغلاق محطات فضائية، ظواهر لعملية «أخونة» الإعلام جزء منها، والقضاء فى الخطوة القادمة، ليس هدفها إصلاح المؤسسات الإعلامية والقضائية، لكنه وضع وتثبيت موالين للسلطة ليكون هناك إعلام وقضاء يسمع الكلام، وبنفس القواعد السابقة.

لهذا فلم يكن حصار مدينة الإنتاج الإعلامى وترويع العاملين فيها تظاهرا سلميا، لكنه كان تهديدا ميليشياويا للإعلام مع دعوات لقتل وفرم كل من يختلف مع الجماعة، متزامنة مع قرارات هيئة الاستثمار وإدارة نايل سات بإغلاق قناة الفراعين بقرار وليس بحكم قضائى.
الأمر لا يقف عند عكاشة، يمتد ليشمل كل من يختلف معهم، بل يصفون من كانوا حلفاءها بأنهم فلول وعملاء، تزامن هذا مع قرارات اختيار القيادات الصحفية بنفس آلية الحزب الوطنى، كان أحد أهداف الثورة إلغاء تبعية الإعلام للنظام والحزب الحاكم، لصالح الشعب الممول ودافع الضرائب، لكن قرارات اختيار القيادات، أكدت استمرار نفس السياسات، مجلس الشورى التابع لحزب الحرية والعدالة وضع القواعد واختار من يرى أنهم الأكثر ولاءا. ومن المفارقات أن بعض الإعلاميين المحترفين فى التقلب مع كل العصور نجحوا فى الإبقاء على مواقعهم بعد أن أظهروا أنهم مع السلطة أيا كانت، وبانت بشائر رؤساء التحرير الجدد عندما تدخل رئيس تحرير الأخبار محمد البنا فى مقال الكاتبة عبلة الروينى وطلب منها حذف جماعة الإخوان من المقال، وفى نفس الوقت منع الأهرام مقالا لثروت الخرباوى عضو جماعة الإخوان السابق والذى ينتقد الجماعة، وهى مؤشرات على أن القيادات تقدم مسوغات تعيينها، الجماعة متعجلة لفرض اللون الواحد بسرعة وفورا، غير مدركين أن الزمان تغير والوقت والوسائل اتسعا.

من الصحافة إلى التليفزيون، اختارت الجماعة أحد كوادرها وزيرا للإعلام، هو الزميل صلاح عبد المقصود، شخصية نقابية من دون خبرات صحفية أو إعلامية، لتنفيذ خطط مكتب الإرشاد وتقاريره وتقييماته فى هيكلة الإذاعة والتليفزيون.

أين الرئيس محمد مرسى من كل هذا؟. الرئيس يفترض أن يكون حكما بين السلطات، أو رئيسا لمصر وليس لجماعته، الواضح حتى الآن أنه رئيس الجماعة، ومكتب الإرشاد، وبعد أربعين يوما على تسلمه السلطة، وقفت الرئاسة محايدة أمام الاعتداءات، وقرارات تطويع الإعلام، وخرج فى البرنامج الذى يقدمه فى الإذاعة، لينتقد الإعلام ويبدو موافقا على سلوكيات الجماعة.

ننتظر أن يثبت الرئيس أنه رئيس للمصريين، وليس لجماعة الإخوان ومكتب الإرشاد، ينفذ مشروعا لتحل الجماعة محل الحزب الوطنى، وننتقل من نظام مستبد لنظام لا يختلف فى استبداده، وإعلام يسمع كلام الإرشاد ويبرر كل شىء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة