كانت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة تنفى مسؤوليتها عن الاعتداء الغاشم على الزميل خالد صلاح وتهشيم سيارته أمام مدينة الإنتاج الإعلامى مساء الأربعاء الماضى، وكان الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة يقسم بأن أسماء رؤساء تحرير الصحف القومية الذين تم تعيينهم من مجلس الشورى ليس منهم أى منتسب للإخوان.
الكذب الصريح يبدو فى الحالتين، ففى حالة رؤساء تحرير الصحف القومية، يستطيع كل صحفى أن يعرف أسماء بعينها من الإخوان تم تعينهم رؤساء تحرير، ومن ليس إخوانيا فسيكون بحكم المصلحة، وقد بدأ الحديث فى بعض الصحف عن رفض مقالات تنتقد «الإخوان» و«الحرية والعدالة».
أما فى حالة الاعتداء الغاشم على الزميل خالد صلاح، فقد جاء من حشود توجهت إلى مدينة الإنتاج الإعلامى تلبية لنداء قيادات فى الحزب بالذهاب إلى المدينة من أجل منع توفيق عكاشة وقناة الفراعين، لكن الغوغائية والتعامل المليشياوى وفرد العضلات، أغرى بتأديب كل من يطرح وجهة نظر تختلف مع الرئيس مرسى والجماعة وحزبها، وهذا ما حدث مع خالد صلاح.
خالد لا يملك ميليشيات، وإنما يملك قلمه وكلمته، ولا يملك عضلات كتلك التى يتحلى بها أعضاء فى الحزب والجماعة، ومع ذلك خافت الميليشيات والعضلات من القلم والكلمة، لأنهما الأبقى، فقررت مواجهته بما تملكه من قوة العضلات، لأنها لا تملك القدرة على مواجهة الفكر.
ما حدث مع خالد صلاح هو تعبير عن عجز كبير وضيق أفق ونسيان لدروس الماضى، ففى عز جبروت نظام مبارك تم الاعتداء على الكاتب الصحفى الكبير الدكتور عبد الحليم قنديل بعد اقتياده إلى الصحراء، فكانت البشرى بقرب نهاية هذا النظام، وبالقياس، فإن غواية التعامل بالقوة وتصور أن كل شىء دان لمن يجلس على كرسى الحكم، سيكون أول الطريق إلى النهاية.
ما حدث مع خالد صلاح لم يكن فى حقيقته قد بدأ يوم الأربعاء الماضى، وإنما بدأ منذ أن شهدت مراحل ما بعد تنحى مبارك، محاولة فرض القانون بالقوة، والحشود التى تم حشدها فى قاعات المحاكم من أجل فرض الأحكام القضائية بالقوة، ما حدث مع خالد بدأ منذ التفاوض فى الغرف المغلقة على تفريغ مضمون الثورة من أهدافها، وما حدث معه هو رسالة لكل قلم حر.. فانتبهوا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة