عادل السنهورى

غياب الرئيس

السبت، 11 أغسطس 2012 09:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه ربما المرة الأولى التى يتغيب فيها رئيس مصرى عن جنازة عسكرية لشهداء الواجب من ضباط وجنود مصريين سقطوا برصاص الغدر أثناء قيامهم بحراسة حدود الوطن فى سيناء فى حادثة لم نرها إلا فى الحروب السابقة مع العدو الصهيونى.

غاب الرئيس محمد مرسى عن مشهد جنازة 16 ضابطا وجنديا من شباب مصر الأوفياء والأبطال والأبرار بكل دلالاته ومعانيه للعسكرية المصرية وللشعب ولمصر التى تشعر بالإهانة وبالجرح فى كرامتها والذى لا شفاء منه إلا بعد الثار وقطع دابر من دبّر ونفذ هذا العمل الإرهابى. كان من الواجب أن يحضر الرئيس ويتقدم الصفوف ويقبل كل نعش من نعوش الشهداء فى هذه اللحظة الحزينة الكئيبة ويقسم أمامها بأن دماءهم لن تذهب هدرا، وأن الثمن سيكون قاسيا، فهو المسؤول الأول عن دماء هؤلاء الشهداء، لأنه الآن القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية الذى أقسم ثلاثاً على حماية هذا الوطن وأبنائه وسلامة أراضيه، أمام المحكمة الدستورية العليا وفى ميدان التحرير وفى جامعة القاهرة.

ولن ننسى مشهد الرئيس وهو يؤدى القسم أمام «أهله وعشيرته» فى ميدان التحرير، وهو ينزع عن نصفه الأعلى جاكت بدلته كاشفا عن صدره ومعلنا وبالصوت العالى من على المنصة أنه لا يرتدى قميصا واقيا من الرصاص لأنه لا يخاف أحدا لأن الجماهير التى انتخبته هى التى ستحميه.. وأقسم أن سيتواجد بين صفوفها دائما وفى كل لحظة.

فما الذى جعل الرئيس يتغيب عن المشهد المهيب للجنازة العسكرية وسط «أهله وعشيرته» أيضا فى مدينة نصر لوداع جثامين أبنائه من الضباط والجنود، ومهما كانت تبريرات الغياب والأعذار التى قدمها المتحدث باسم الرئاسة، فإن مشهد غياب الرئيس فى هذه اللحظات العصيبة للوطن لن يفارق ذاكرة المصريين أمدا طويلا ولن تنسى الذاكرة الوطنية هذا المشهد أبدا. فالرئيس كان حضوره «فرض عين» ولا ينبغى أن يقال إنه آثر الغياب حتى يكون المشهد شعبيا خالصا ولا تضيق الإجراءات الأمنية على الجنازة الشعبية، فهذا التبرير لا يقبله أحد وكان له تأثير ورد فعل سلبى لدى الناس كبير.

ما الذى تغير بين مشهد «الصدر المفتوح» فى التحرير ولحظة الغياب عن الجنازة فى مدينة نصر؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة