لا خلاف على أهمية الرسالة التى أعلنها رئيس الجمهورية بأنه يقود عملية تطهير سيناء من الإرهابيين بنفسه، وذهابه بطائرة هيلكوبتر برفقة المشير طنطاوى ورئيس الأركان لتفقد الحدود وسير العمليات على الطبيعة، لكنى أسأل السيد الرئيس فى هذا السياق، هل تكفى عملية تطهير سيناء للحفاظ عليها من أيدى الطامعين ومن ضراوة الإهمال، ومن استباحتها من قبل مطاريد الدول، وعصابات التهريب، ومرتزقة العمليات القذرة؟
عملية تطهير سيناء، بحكم طبيعتها محكومة بإطار زمنى محدد، وخطة محددة، وستنتهى خلال أيام، وستعود سيناء إلى ما كانت عليه، يعانى أهلها من الإهمال ويتحكم فيها أباطرة تهريب السلاح والبشر والبضائع، وإن لم نبادر بخطة مكثفة لمواجهة الفراغ البشرى والأمنى هناك، ستعود كل عناصر الإخلال بالأمن وتهديد الوطن إلى ما كانت عليه.
أولا نريد حلا سريعا لقضية الفراغ البشرى والعمرانى فى سيناء، فالإرهاب لن يقاومه الجيش بمفرده، والعدوان المحتمل لن يصده الجيش بمفرده، ولابد أن نعمل جميعا على زرع سيناء بالبشر، وليكن مشروعنا القومى الأول خلال فترتك الرئاسية سيادة الرئيس هو تعمير سيناء، ومضاعفة الكثافة السكانية بها، وفرض الأمن فيها وتوجيه الاستثمارات إليها.
المهندس حسب الله الكفراوى لديه مشروع جاهز لزراعة أربعمائة ألف فدان فى وسط سيناء من مياه ترعة الإسماعيلية، لماذا لا يتم تفعيل هذا المشروع التنموى الضخم، وربطه بالأنشطة الصناعية والتجارية المناسبة، وبالإضافة إلى ذلك هناك مشروع راقد فى المركز القومى للبحوث، وفى أدراج المسؤولين يتعلق بتطوير الحركة الملاحية فى قناة السويس، واستغلال المساحات على جانبى القناة بطول 190 كم ابتداء من بورسعيد شمالا حتى السويس جنوبا فى مشروعات تجارية وسياحية وصناعية على غرار هونج كونج.
النقطة الثانية التى لابد أن تحسم، هى مسألة الأنفاق التى يستفيد منها قطاع كبير من أهالى رفح وغزة معا، وهى المتنفس الوحيد لأهالى القطاع المحاصرين، والبديل إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والسلطة الفلسطينية فى غزة، مع هدم جميع الأنفاق، وبهذا لا تتحول الأنفاق إلى قميص عثمان، يرفعه البعض شعارا لإنقاذ غزة من الحصار الإسرائيلى، بينما يستخدمه آخرون فى الإضرار بالأمن الوطنى.
النقطة الثالثة والهامة، تتعلق بإعادة الاعتبار لأهالى سيناء، بتوفير الخدمات الضرورية لهم وتمليكهم أراضيهم وإشراكهم فى مواجهة الأخطار التى تحيط بالبلاد، فهم لا يقلون وطنية عن رجالنا البواسل الذين يدافعون عن الحدود بأرواحهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة