وديعة قطر

أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة عن إيداعه لمليارى دولار كوديعة لدى البنك المركزى، وذلك عقب زيارته لمصر يوم الجمعة الماضى، وقبلها بأيام سافر المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان إلى الدوحة، للتباحث فى ملفات اقتصادية وسياسية، وبهذه المناسبة أعيد ما كتبته فى هذه المساحة قبل أيام بعنوان: «قطر والربيع العربى»:

«ستكتمل معرفتنا بقصة الثورات العربية وقت أن تتكشف فيه حقيقة أدوار الأطراف الخارجية، خاصة الدور القطرى وأهدافه، والذى كان قويا فى ليبيا، والآن فى سوريا، وأثير جدلاً حوله فى مصر، وتحديداً فى المرحلة الانتقالية التى انتهت بانتخاب الدكتور محمد مرسى رئيساً.

فى هذا الأمر طالعتنا وسائل إعلام ببعض أسرار عملية الإطاحة بنظام القذافى فى ليبيا، حيث قال مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالى الليبى، إن قطر أنفقت مليارى دولار على الثورة فى بلاده، وإن خطة تحرير العاصمة طرابلس تم وضعها فى العاصمة القطرية الدوحة، وأضاف عبدالجليل: «لم يذهب أى شخص ليبى إلى قطر إلا وأعطوه مبلغا من المال، ومنهم من سلمه للدولة ومنهم من أخذه لنفسه»، وقال عبدالجليل صراحة: «قطر تدعم التيارات الإسلامية، ولها رؤية تتمثل فى بناء منظومة عربية تعتمد على الشريعة الإسلامية كنظام للحكم».

ويكشف هذا الكلام أشياء أخرى تتخطى حدود ليبيا إلى مصر وسوريا، ولنتذكر التقرير الذى ظهر قبل ما يقرب من عام حول التمويل الأجنبى لجمعيات المجتمع المدنى فى مصر، وأشار إلى دخول مئات الملايين من الجنيهات من قطر لجمعيات «إسلامية» مصرية، ولنتذكر أيضاً «المشاوير» التى كان يقطعها مرشحون لرئاسة الجمهورية إلى الدوحة، مما أدى إلى رواج أحاديث التمويل الخارجى، وقال بشأنها الدكتور محمد سليم العوا، إنه واثق من أن مرشحين للرئاسة تلقوا تمويلاً خارجياً، ولو وضعنا كل ذلك مع ما ذكره عبدالجليل، حول منظومة الحكم العربية التى تسعى إليها قطر وتعتمد على الشريعة الإسلامية، لفسرنا ألغازا سياسية ومالية فى انتخاباتنا الرئاسة وقبلها البرلمانية.

هل تنفرد قطر بهذا الدور؟ أم أنها وكيل لأطراف دولية؟ سؤال يتبارى البعض فى الإجابة عنه، ونتيجته يحددها البعض فى قيام «حلف سنى» فى الشرق الأوسط تقوده حكومات عربية من بينها مصر».