أكرم القصاص

منافق متنقل لكل الأجواء

الخميس، 16 أغسطس 2012 11:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادى جدا.. السياسة لا تنفع من دون منافقين فهم جزء رئيسى من ديكور العملية السياسية لأى سلطة. وجودهم ضرورى مثل الطحالب والطفيليات التى تزين جوانب البرك والمستنقعات.

هناك محترفون فى النفاق العابر للأنظمة، ممن يمكنهم تعديل مساراتهم حسب السلطة بسرعة البرق. لا يفرق معهم مرسى من مبارك، ولا إخوان من وطنى، هم مع السلطة أينما وجدت. رأينا عددا لا بأس به من زملائنا أصدقاء وحكماء النظام السابق وقد رتبوا أمورهم وجهزوا أنفسهم وانتقلوا بسرعة إلى صفوف الجماعة والرئيس. ليسوا فى حاجة إلى توجيهات ولا تعليمات، لديهم قرون استشعار تعرف ما تريده السلطة.

وقد رأينا بعض كتاب مبارك ممن كانوا يشيدون بحكمته وطشة ملوخيته، وقد نقلوا العطاء فورا وبلا مقدمات إلى الساكن الجديد الرئيس مرسى، وقبله كتب الأستاذ ممتاز عن حكمة الدكتور الكتاتنى رئيس مجلس الشعب المحلول. وفيما يخص الأستاذ ممتاز فهو رجل بسيط يعبر عن مشاعره تجاه ساكن القصر بصرف النظر عن الاسم. لكنه وأمثاله غلابة بالنسبة لمحترفى نقل العطاءات، الجاهزين لكل نظام وكل زمان ومكان ممن يخفون نفاقهم فى أغلفة سميكة، وخلف مساحيق.

بعض كبار رجال ومنافقى النظام السابق ممن كانوا شركاء وعملاء لأمن الدولة، سارع عدد منهم بالقفز وارتداء ملابس الثورة، ومع أنهم أكثر من يتهم خصومهم بأنهم فلول، فهم فلول أصليون بعلامة جودة، يخفون فلوليتهم خلف الضجيج، يهاجمون الفساد دون المفسدين، كانوا يسبحون بحمد السابق، والآن يسبحون بحمد الحالى. لا يفرقون بين الوطنى أو الإخوان المهم «الحزب الحاكم».

مستعدون لعمل عجين الفلاحة ونوم العازب وتسطيح المشتاق من أجل أن يقدموا أنفسهم للسلطة الجديدة مثلما فعلوا مع غيرها. قبل أن يحلف الرئيس اليمين، بدأت فرق تزحف وترقص وتمارس الاستربتيز وهز الذيول لأى قرار من الرئيس، حتى لو كان ابتسامة. تصوروا أنهم يخدمون الرئيس، بقصص وشائعات عن تواضعه وقوته، وقالوا إنه تنازل عن راتبه.. تم نفى كل ما نشر، وأخيرا رأينا أحد كبار لاعبى الثلاث ورقات من سحالى النفاق يقول إن قرارات الرئيس الأخيرة منعت انقطاع الكهرباء والانفلات الأمنى. السيد «نفاق نفاقان» يقول ذلك بينما الكثير من الأحياء والقرى تعيش فى ظلام، فضلا على أن رئيس الوزراء يتحدث عن البدء فى خطط مواجهة الانفلات، وأن تشغيل محطة دمياط يزيد الطاقة ويخفف من حالات الانقطاع. أى أنه يزايد على رئيس الحكومة، ووزير الكهرباء. وهو يعلم أنه يكذب، لكنه يجرب هذا النفاق، بحثا عن مكان، أو تغطية على فساد يمارسه بشكل مزدوج. وبعضهم تربى مع أجهزة أمن مبارك، وجاهزون لمواصلة عملهم، باحترافية.

وهؤلاء يثبتون أن الطغيان والتسلط لا يصنعه الرئيس، وإنما تشارك فى صناعته فرق النفاق وطلاب السلطة. وإذا نجا منهم أى نظام فقد فاز.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة